تنديدات ومطالبات عديدة بالتراجع، طالت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ اعترافه بأن القدس عاصمة إسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، الأربعاء الماضي، حيث انتفض العالم بأكمله ضد القرار، وسرعان ما نظمت عدد من الدول والجهات اجتماعات ومؤتمرات لبحث سبل مواجهة القرار الأمريكي، حيث انطلقت اليوم أعمال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن أزمة القدسالمحتلة، بناء على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. الرئيس محمود عباس أبو مازن.. كان من أبرز الحضور في القمة، وقال في كلمته، إنّ قرار ترامب بشأن القدس بمثابة "هدية للحركة الصهيونية"، رافضا أي دور أمريكي في عملية السلام مستقبلا، مضيفا: "الولاياتالمتحدة لن يكون لها دور في العملية السياسية بعد الآن، لأنها منحازة كل الانحياز لإسرائيل"، مشيرا إلى أن السلطة ستلغي اتفاقاتها مع الولاياتالمتحدة، ولن تلتزم بها ما دامت واشنطن لم تحترم تلك الاتفاقات وعملت على خرقها. جاء ذلك التصريح على لسان الرئيس الفلسطيني، بينما تسعى الولاياتالمتحدة إلى إتمام "صفقة القرن" التي تحدث عنها ترامب مرارا، وأكد الدكتور عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، أن ذلك الأمر بمثابة نوع من أنواع "الضبط السياسي"، حيث يهدف منه أبومازن لأن تتراجع أمريكا عن قرارها. وتابع جاد، في تصريح ل"الوطن"، أن تصريح أبومازن يعني أن أمريكا لم تعد وسيطا محايدا بعد انحيازها لإسرائيل، مشيرا إلى أن ذلك لن يؤثر على "صفقة القرن" التي تسعى أمريكا من خلالها لإنهاء الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية. وأشار نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إلى أن إلغاء فلسطين لاتفاقياتها مع أمريكا أمر مستبعد، حيث يعني إلغاء اتفاقية أوسلو وتشكيل المجلس الرئاسي وغيرها، كما أنه موقفا لم تتخذه الجامعة العربية أو أي من الدول الداعمة لفلسطين، لأثره السيئ، ولما له من دور في إنهاء عملية السلام. وشاركه في الرأي ذاته، الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية والخبير في شؤون الشرق الأوسط، مؤكدا أن تلك التصريحات لا علاقة لها بتلك الصفقة، التي ما زالت غير محددة الملامح حتى الآن. وأوضح فهمي، أنّ الرئيس الفلسطيني يهدف إلى مراجعة أمريكا لقرارها، وإثارة لطرح رؤية السلام كمشروع كامل بين الأطراف كافة، ولا يجب الانحياز لأي منهم.