أجرى رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكى باراك أوباما اتصالا هاتفيا دام 40 دقيقة، أمس، ناقشا فيه آخر التطورات فى سوريا، مهددين ب«رد خطير» إذا ثبت أن النظام السورى استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المعارضين. وأشار بيان رئاسة الوزراء البريطانية إلى أن «مجلس الأمن الدولى دعا إلى السماح بدخول المحققين التابعين للأمم المتحدة إلى سوريا فورا، لدراسة الأوضاع على أرض الواقع»، مشيرا إلى أن عدم تعاون الرئيس السورى بشار الأسد مع الأممالمتحدة يوحى بأن لدى هذا النظام ما يخفيه. وأعلن البيت الأبيض، فى بيان له، أن أوباما وكاميرون «سيواصلان التشاور عن كثب»، بشأن الأوضاع فى سوريا، واستعرضا «الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولى على استخدام الكيماوى». وقالت الرئاسة الأمريكية إن أوباما «تلقى عرضا مفصلا كان قد طلب إعداده، لمجموعة من الخيارات المحتملة للرد من قبل الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى على استخدام الأسلحة الكيماوية». وقال وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل، أمس: «إن القوات الأمريكية مستعدة للتحرك ضد النظام السورى»، مؤكدا أن «أوباما طلب إعداد خيارات لكل الحالات، وهذا ما فعلناه، ونحن مستعدون الآن لأى خيار إذا قرر استخدام تلك الخيارات». وقالت صحيفة «ليزيكو» الفرنسية: إن واشنطن عززت وجودها العسكرى فى البحر المتوسط، مشيرة إلى وجود قوات أمريكية وفرنسية وبريطانية فى المنطقة أيضا. وأضافت: «رفعت البحرية الأمريكية عدد مدمراتها فى البحر المتوسط لتصبح 4، مقابل 3 ترابط حاليا فى البحر الأحمر»، مشيرة إلى أن حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس هارى ترومان» انضمت إلى البحر الأحمر عبر قناة السويس». وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن الأجواء السائدة حاليا والانطباعات فى أوساط الإدارة الأمريكية تدل على أن الولاياتالمتحدة قررت اتخاذ إجراءات «عقابية» فقط وليس تدخلا عسكريا حقيقيا بالمعنى الكامل له، مؤكدة أن أى تدخل كامل ستكون له انعكاسات مدمرة على العالم بأكمله. وأضافت: «هناك رابحون وخاسرون من هذا التدخل؛ فهو سيهدد إيران التى تعد أهم حلقة فى المثلث الشيعى، وقد يعصف بحزب الله بأكمله، بينما ستفقد روسيا آخر قاعدة لها فى الشرق الأوسط فى الوقت نفسه الذى سترتفع فيه أسعار النفط الروسى الذى يعتمد عليه الاقتصاد». وتابعت: «أما عن الولاياتالمتحدة، فإن عدم التدخل العسكرى سيضر بمصداقية الرئيس الأمريكى ومنظومة الأمن الأمريكية، لكن التدخل سيشعل الشرق الأوسط بأكمله»، مشيرة إلى أن إسرائيل ستستفيد من ضعف المحور الإيرانى، لكن ستتزايد عملية «لبننة» سوريا، وسيتسبب الأمر فى زعزعة استقرار الجولان بسبب الحرب الطائفية التى ستنشب بعد ذلك. وأضافت: «أما عن أوروبا، فبريطانيا وفرنسا تريدان استعادة تأثيرهما فى الشرق الأوسط، لكنهما ليس لديهما القدرة على الهجوم دون الولاياتالمتحدة. وفى تركيا، رغم أنها تؤيد المعارضة السورية، لكن التدخل سيزيد من قوة الأكراد و(القاعدة) وسيزعزع استقرار الحدود التركية، فى حين أن التدخل سيعزز موقف السعودية وقطر اللتين تمولان المعارضة السورية، وسيضعف من موقف المحور الإيرانى فى المنطقة».