سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محلل أمريكي: الظواهري كفّر "الإخوان" في "الحصاد المر".. ويسعى إلى إقامة إمارة في قلب الوطن العربي بيتر بيرجن: "الظواهري" سعى لتغيير الأنظمة العربية منذ 2001 ولكن "بن لادن" منعه
قال بيتر بيرجن محلل شؤون الأمن القومي الأمريكي، ومؤلف كتاب "المطاردة: السنوات العشر من مطاردة بن لادن- من 11-9 إلى ابوتاباد"، إن زعيم تنظيم القاعدة المصري المنشأ، أيمن الظواهري، شهد شريط الأحداث هذا من قبل: حزب إسلامي يفوز في صناديق الاقتراع، ثم تتم تنحيته عن الحكم بواسطة انقلاب عسكري تفضي تداعياته إلى الفوضى"، حيث شبه "بيرجن" ما حدث بمصر بما حدث في الجزائر عام 1991، وهو ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص زيادة على اقتراب البلاد من شفير الهاوية خلال آخر عقود القرن الماضي. وأشار الخبير السياسي الأمريكي، في تحليل نشره موقع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، حول الأوضاع السياسية المضطربة في مصر والوطن العربي، وربطه بتنظيم القاعدة التي تسعى لاختراق جماعتها للبلدان العربية، وجاء عنوان التقرير "هل يستخدم الظواهري مصر لدفن بن لادن للأبد"، إلى أن الظواهري استخلص الدرس الجزائري، وبالتالي ازداد قناعة بأن المشاركة في الانتخابات ليست سوى حيلة من لا حيلة له، وأنّه من الأفضل انتزاع السلطة بواسطة العنف ثم إرساء نظام طالباني لأن "الصليبيين وحلفاءهم" في الدول العربية لن يسمحوا، تحت أي ظرف من الظروف، بظهور دولة إسلامية. وأوضح بيرجن أنه "في عام 1991، وتحديدا في نفس العام الذي بدأت فيه حرب الجزائر الأهلية، أصدر الظواهري كتابه الأول "الحصاد المر"، والذي شن فيه هجوما حادا على حركة الإخوان المسلمين بلغ في بعض فصوله تكفيرهم "فمن ادعى الإسلام إذا أتى بمكفر كالديمقراطية والاشتراكية فهو كافر مرتد، والذى يقول عن نفسه إنه مسلم ينادي بالديمقراطية، هو كمن يقول عن نفسه إنه مسلم يهودي أو مسلم نصراني هو كافر مرتد"، ليعود الآن "الظواهري" يذكّركم: "لقد قلتها لكم من قبل"، وذلك عندما نشر في وقت سابق من الشهر، شريطا مدته ربع ساعة كان ملخصه أن "الانقلاب العسكري الذي أطاح بالقيادي في حركة الإخوان المسلمين محمد مرسي يثبت فشل الديمقراطية". وفي ذكرى مرور ربع قرن على تأسيس تنظيم القاعدة، عاد الظواهري إلى أحضان العالم العربي من جديد، وتحديدا بعد عامين من الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وأظهر تعقب اتصالات بينه وبين ناشطين في اليمن، أنه أصدر أوامر بتنفيذ هجمات، وهو ما أدى إلى تحذير غير مسبوق شمل عدة أنحاء من العالم، وسيكون فشل أو نجاح الظواهري في قيادة تنظيم القاعدة أمرا مفصليا في مستقبل التنظيم الذي يريد العودة بقوة. وخلصت دراسة لجامعة "هارفارد-كنيدي" إلى أنّ معدل حياة 131 مجموعة إرهابية في مختلف أنحاء العالم غابت عن الوجود لم يتجاوز 14 سنة، في حين أن تنظيم القاعدة نجح في الاستمرار لربع قرن، وستكون مهمة الظواهري الخطيرة أن ينجح بدوره في قيادة التنظيم لربع قرن آخر، ورغم شخصيته الصعبة التي تضعه على رأس أكثر المتشددين صلابة إلى حد وصفه بصاحب "الزبيبة" في إشارة إلى الدائرة السوداء التي تميز جبينه بحكم كثرة الصلاة، إلا أن الظواهري فاجأ الجميع، بمن فيهم كاتب هذا المقال، بنجاحه في القيادة، حيث نجح الظواهري في ضم "جبهة النصرة" و"الشباب الصومالية" وحصل على "البيعة" من تنظيمات أخرى من ضمنها "القاعدة في المغرب الإسلامي"، وهو ما يؤكد بدأ نشاط القاعدة في الوطن العربي من جديد. واستشهد كاتب التحليل بيتر بيرجن، في سعي "الظواهري" لاختراق العالم العربي، وإحداث اضطرابات في العالم العربي، والبحث عن دولة أو نصف دولة لإدارة تنظيمه، وإقامة إمارة إسلامية تكون منطلقا لتنفيذ مخططه الأكبر، حسبما أعلن ذلك في عام 2001، بقول الصحفي المصري فراج إسماعيل "إنّ الظواهري هو من أقنع بن لادن بالتركيز ليس فقط على الجهاد الأفغاني وإنما أيضا على تغيير الأنظمة في الدول العربية"، متابعا لكن لاحقا أقنع بن لادن الظواهري بأنّ "المشكلة تكمن في العدو الأبعد وليس الأقرب بحيث أنّ الولاياتالمتحدة هي التي تحمي هذه الأنظمة"، وفقا للمقرب من كليهما المجاهد الليبي السابق نعمان بن عثمان، ومارس بن لادن سيطرة مشددة على التنظيم حتى وفاته، ولكن الظواهري لم يقم بأي ضغط بعد رحيله فعاد بثقله للعالم العربي. وأوضح بيرجن، أن الظواهري يسعى لاستمرار تنظيم القاعدة لربع قرن جديد، ولذلك فأنه يسعى لاستثمار الفوضى في مصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق، لإيجاد ملجأ لتنظيمه والفصائل المتحالفة معه ومن ثم استخدامه لشن هجمات ضد الغرب، ورغم أنّ النجاح ذلك يبدو صعبا من الناحية العملية، مع "تألق" أسلوب الطائرات بدون طيار في اليمن وباكستان، إلا أنّه من الممكن لتنظيم "جبهة النصرة" أن يوجد ذلك الملجأ في قلب العالم العربي، حيث وجدت "الجبهة" قبولا لدى الغالبية السنية في سوريا بالنظر لأسلوبها العملياتي من حيث توفير مستشفيات ميدانية وتوفير مساعدات غذائية وإقامة "نظام قضائي غير مكلف" يقوم على الشريعة، حيث تبدو أولوية هذا التنظيم حاليا الإطاحة ببشار الأسد، وبالتالي فإنّ أي مشروع لإقامة إمارة قد يحتاج سنوات طويلة. وأنهى بيرجن تقريره، بقوله "مهما كان المكان الذي يوجد فيه الآن، يرى الظواهري من دون شك، في الأوضاع الحالية في مصر فرصة حقيقية لاسيما أنّ جماعات على علاقة بتنظيمه تركت فعلا بصمتها على تلك الأوضاع ولاسيما شرق مصر في شبه جزيرة سيناء، زيادة على إرث مهم لتنظيمه "الجهاد الإسلامي" المندمج فعلا مع "القاعدة" منذ 2001".