فض تمّ، واشتباكات اندلعت، «رابعة العدوية» و«النهضة» ميدانان كانا مملوكين سابقاً لجماعة الإخوان ومؤيدى الرئيس المعزول «مرسى»، بفض الاعتصامين ترجل الإخوان فى كل حدب وصوب، ذهبوا بعيداً صوب ميادين أخرى «العباسية - ألف مسكن - عرب المعادى - مكرم عبيد» إلا أن الأبواب كلها أغلقت فى وجوههم، لم تكن الشرطة موجودة، لكن الأهالى «قامت بالواجب»، حفاظاً على أرواحهم وحياة أسرهم، آخر محطاتهم كانت منطقة عرب المعادى، تشردوا بعدها، ليحاول المؤيدون ل«مرسى» البحث عن ميدان يحتويهم، بينما الطرف الآخر يرد عليهم بلسان حالهم والأوضاع التى شاهدوها بأنفسهم «لا ميدان لكم اليوم». اختيار أعضاء الجماعة للميادين خاطئ فى جميع الأحيان، فهم لا يخشون على السكان المجاورين للمنطقة، حسب تأكيد أحمد بان، الباحث المتخصص فى الحركات السياسية بمركز النيل للدراسات السياسية والاستراتيجية، مضيفاً «الإخوان مش لوحدهم دلوقتى.. التف حولهم الفترة اللى فاتت جماعات تكفيرية ومسلحة». العند والإصرار على البحث عن ميدان يحتويهم يزداد كلما تم طردهم، ويقول «بان» الذى كان عضواً سابقاً فى جماعة الإخوان «هما عاوزين يُظهروا للغرب أن مسيراتهم تجوب مصر كلها من شرقها لغربها»، خاصة أنهم فقدوا الظهير والدعم الشعبى، وذلك بداية من أحداث الاتحادية الأولى، كل ما يريد الإخوان تحقيقه الآن هو البقاء فى المشهد، وعلى شاشات القنوات الإخبارية التى تنقل مظاهراتهم ومسيراتهم، يؤكد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن «الجماعة» لا تنظر إلى الدم الذى تتم إراقته كل يوم «ده بيطول فى عمرها أكتر وأكتر». د. يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى جامعة القاهرة، يحلل الظاهرة من وجهة نظره: «لسّه ثقافة القطيع مسيطرة عليهم.. ده غير إن همّا ممكن يعملوا أى شىء فى سبيل بقائهم واستمرارهم»، الجماعة التى تم إنشاؤها عام 1928 على يد حسن البنا، يرى «عبدالمحسن» أنه من الصعب زوالها وعزلها عن الحياة السياسية «أبا عن جد توارثوا الفكر وحافظوا عليه ومستحيل يسيبوه ولو ده هيكلف حياتهم».