الاعتصام الذى بدأ فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية، حاول أصحابه جره إلى مناطق أخرى، تمثل مداخل حيوية للقاهرة، وتخلو من ظهير شعبى قد يؤرق المعتصمين، ورغم فشل الإخوان فى تحقيق مرادهم، فإن الخطة ما زالت قائمة وتتكرر من آن لآخر. المئات يذهبون صوب مدينة الإنتاج الإعلامى بضاحية 6 أكتوبر «جنوبالقاهرة» دون دعوة أو مناسبة فيبثون الرعب فى نفوس المارة وسائقى السيارات على طريق الواحات، وآخرون يتجهون صوب منطقة الألف مسكن «شرق القاهرة»، لتبدو الصورة أوضح وهى محاولة أعضاء الجماعة السيطرة على مداخل ومخارج القاهرة لإصابة العاصمة بالشلل، وبث الرعب فى نفوس المواطنين. فى الوقت الذى انقسم فيه المؤيدون إلى قسمين؛ أولهما السائرون ومفتعلو الاشتباكات، والقسم الثانى هم المعتصمون الذين ينتظرون إشارة الداخلية الخضراء ليرفعوا رايتهم عالية متمسكين بجدران الميدان. «لا إخوان ولا مسلمين»، كلمات اقتبسها أحمد بان، الباحث فى مركز النيل للدراسات السياسية، من حسن البنا مؤسس الجماعة، مُضيفاً أن تحركات مؤيدى «مرسى» على الأرض عبارة عن نتاج الاتفاق بين المجموعات التكفيرية وجماعة الإخوان: «كل هدفهم إرباك البلاد وإدخالها فى دائرة العنف من أجل تضخيم الصدى لدى الغرب بأن ما حدث انقلاب وليس ثورة». اعتصام ميدان رابعة العدوية يصيب مناطق مدينة نصر والحى السادس ومكرم عبيد وطريق الأتوستراد بالشلل، بينما يُغلق المؤيدون للرئيس عند ميدان النهضة شوارع الجيزة وجامعة القاهرة، هذا فضلاً عن اعتصاماتهم أمام دار الحرس الجمهورى ووزارة الدفاع التى انتهت باشتباكات أودت بحياة عشرات القتلى.. «هدفهم نشر البلبلة والفوضى»، حسب العميد محمود قطرى -الخبير الأمنى- مُلقياً اللوم على وزارة الداخلية: «المفروض أن تتعامل مع الأزمة بحسم وذكاء، ودون إراقة دماء.. يكون هناك خطة متدرجة لفض الاعتصامات»، وأشار «قطرى» إلى معرفة الإخوان بما يقومون به بكل وعى وإدراك: «فيه جماعات جهادية هى اللى بترسم مخططاتهم، وهما بيمشوا عليها بالحرف.. وكل ده فى سبيل عودة المعزول».