تجددت الأزمة بين البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبين الأنبا مايكل، الأسقف العام لفيرجينيا بالولايات المتحدةالأمريكية، على خلفية قرار البابا تواضروس على استحداث إيبارشية جديدة بأمريكا هى بنسلفانيا وديلاوير وميرلاند، وتجليس الأنبا كاراس النائب البابوى بأمريكا الشمالية على تلك الإيبارشية الجديدة التى يرى «مايكل» أنها اقتطاع من الأماكن الواقعة تحت خدمته ومخالفة لقوانين الكنيسة. وتعود الأزمة بين البابا والأنبا مايكل إلى مطالبة الأسقف للبابا فور جلوسه على الكرسى البابوى فى 2012، بالاعتراف بتجليسه على إيبارشية وكنائس فيرجينيا بيد البابا الراحل شنودة الثالث، وهو الأمر الذى شكل فيه البابا عدة لجان مجمعية خلصت إلى أن منطوق البابا شنودة لرسامة الأنبا مايكل هى أسقف عام وعدم وجود تقليد كنسى بتجليسه وإصدار البابا قراراً نشر فى مجلة الكرازة بتحديد نطاق خدمة الأنبا مايكل كأسقف عام، كما أجرى استفتاءً بين الأقباط والكهنة بالمناطق التى يطالب الأنبا مايكل بتجليسه عليه، وقد رفضوا هذا الأمر، وبناءً عليه لم يدخل البابا تواضروس أى تعديل على الأمر. الأسقف يتهم البابا بمخالفة القوانين الكنسية والتسبب فى صراع بالمجمع المقدس.. والكنيسة ترد بنشر نطاق خدمته فى أمريكا وحاول الأنبا مايكل على مدار السنوات الماضية إثارة الأمر. وعادت الأزمة مرة أخرى للظهور خلال منتصف العام الماضى، حيث اعترض الأنبا مايكل على قرار البابا برسامة الأنبا بيتر أسقفاً على إيبارشية «نورث كارولينا، وساوث كارولينا، وكينتاكى وتوابعها» بأمريكا، وهو ما رآه «مايكل» أيضاً تعدياً على إيبارشيته التى كانت تتبعها تلك المناطق، فضلاً عن أن تجليس «بيتر» يجعله فى مرتبه أعلى منه، وانضم الأنبا أغاثون، أسقف إيبارشية مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا ورئيس مجلس رابطة خريجى الكلية الإكليريكية، إلى صف الأنبا مايكل، وأرسل مجلس الرابطة التماساً إلى البابا تواضروس، طالبه فيه بالحفاظ على الكنيسة. واختتم مايكل بيانه بالقول: «لا يحقّ ولا يصح لكَ يا قداسة البابا أن تغيِّر كلامك وقرارك ووعدك فى ختام جلسة المجمع المقدس الذى قلتم فيه إنك «تسلمت مشكلة الأنبا مايكل ممن سبقنى، يحلها اللّى بعدى»، فكيف لكم أن تحاول الرسامة أو حتى التجليس فى منطقة الخدمة التى رُسمت عليها، وذلك لتتعقّد الأمور فى الحاضر والمستقبل، وتدخل الأمور فى صراعات بين الآباء الأساقفة، خاصة من جهة قانونية هذه الرسامات من بطلانها». ولأول مرة استبقت الكنيسة هذا الصراع السنوى، بإصدار القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بياناً حول نطاق خدمة الأنبا مايكل، الأسقف العام بأمريكا، طبقاً للقرار البابوى الذى حمل رقم 11/39 والذى أصدره البابا الراحل شنودة الثالث.