«وما المرشح الرئاسى إلا بوستر كبير».. هكذا حال شوارع مصر مع المرشحين الرئاسيين، فمع انقضاء مولد الانتخابات الرئاسية لا تزال حوائط المنازل وأعمدة الإنارة والأشجار فى الأحياء الراقية تحمل بقايا ذلك الماراثون المنقضى فى 17 يونيو من الشهر الماضى، ورغم أن الجولة الأولى للماراثون كانت قد انتهت فى السابع عشر من مايو السابق أى قبل نحو شهرين، لا تزال الدعاية الخاصة بالمرشحين الخاسرين موجودة فى الشوارع، وبينما ينتظر المارة رفع تلك الملصقات واللافتات من أمام منازلهم تبقى صور المرشحين ملازمة لهم دون جدوى. «ياريتها جت على البيوت وبس.. دول مش راحمين عربيتى» يقولها هانى أحمد، موظف بوزارة الزراعة، مستغربا من كون البوستر صار أحد معالم حياتنا، معتبرا أن المسئولية تقع على عاتق المحافظة، فيما يرى شعبان حسن، صاحب مركز تكييف سيارات، أن المحافظة لا تعنى إلا بتحصيل الأموال من الشعب فقط، مشيرا إلى حفرة أمام ورشته كلفته أكثر من ألف وخمسمائة جنيه، من أمام جملة مدونة على الحائط أعلاه: «الإسلام هو الحل.. حازم أبوإسماعيل»، يختتم الشاب الثلاثينى حديثه بقوله: «هما فالحين ياخدوا فلوس لكن لا يشيلوا زبالة ولا ينضفوا حيطان أو شوارع أبدا». فى أحد شوارع حى الأميرية لافتة كبيرة للمرشح الرئاسى محمد مرسى، تجاورها أخرى للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وتتوسط بوسترات كل مرشح أسوار مدرستين بشارع الكابلات، ورغم خروج أبوالفتوح من الجولة الأولى فإن ملصقاته لا تزال ظاهرة بوضوح على البيوت وحوائط الشوارع وهو ما يرجعه «عبد العزيز»، أحد شباب المنطقة، لكثرة الوجود الإخوانى بالمكان. وعلى أسوار جامعة القاهرة لا تزال عبارات «عمرو موسى هو الحل» موجودة بكثرة، يبدو أن أحد أنصاره قد خطها ولم يجد الوقت الكافى لإزالتها، وفى نهاية السور عبارة: «لا تنتخبوا الفلول» أسفلها بوسترات لموسى وشفيق، وهى الملصقات ذاتها الموجودة فى واجهة كوبرى فيصل، فيما كان الوجود طفيفا لبوسترات بعض مرشحى الرئاسة السابقين مثل حمدين صباحى وخالد على. «القصة فى صاحب اليافطة ومندوب الدعاية» هكذا يعلق أحمد ربيع، سائق التاكسى، على لافتة للمرشح الرئاسى السابق محمود حسام معلقة على إحدى الأشجار أمام فيلا قديمة، أثناء مروره فى شوارع حى الدقى، مضيفا أنه من المفترض ألا يتم إلصاق كل المهام بالحى والمحافظة، ويضحك بسخرية من كم البوسترات الملتصقة بجدران منزله الكائن بالوراق: «كانوا محيرنى أيام الانتخابات أقرر أرشح واحد أخرج ألاقى 10 على باب البيت».