أثارت مطالبات القوى الصوفية الدولة باتخاذ التصوف مرجعًا دينيًا، حالة من الجدل في الأوساط الدينية، بعد تصريحات أمين اتحاد القوى الصوفية الدكتور عبدالله الناصر حلمي، بضرورة أن تلعب الصوفية دورا مهما في حياة الأمة الإسلامية وتكون دواء لداء التطرف، من خلال الاستناد إليها كمرجعية دينية. وقال "حلمي"، في بيان اليوم، إنه يجب تشجيع الحركة الصوفية بطرقها وأنماطها المختلفة لمواجهة التطرف والغلو الديني الذي تحول إلى ظاهرة إقليمية ودولية يُغذيها فكر ظلامي إرهابي يسيء إلى الإسلام والمسلمين. وأوضح في تصريحات ل"الوطن"، أن الأزهر به عدد كبير من السلفية والوهابية، وعندما أنشيء كان أساسه تدريس علوم آل البيت، لافتاً إلى أن ما يحدث الآن هو ابتعاد عن صحيح الأزهر، وأدى إلى تخرج أشخاص متطرفين يبثوا سمومهم في المجتمع مثل القرضاوي وغيره. وقال "حلمي"، إن مصر دولة صوفية ولا جدال في ذلك، ولن نتمكن من محاربة الإرهاب إلا من خلال العودة للمنهاج الصوفي الوحيد، موضحاُ أنه لا علاقة لنا بالصوفية المنحرفين ونقوم بتنقية الطراز الصوفي من كل الشوائب طوال الوقت. حلمي: مصر دولة صوفية.. والأزهر به الكثير من السلفية والوهابية في المقابل، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن تلك المطالب لا قيمة لها، والشريعة الإسلامية هي المرجع الديني الوحيد، ولا يجوز لأي جهة أو شخص أن يعتبر نفسه مرجعية دينية. وأضاف "الجندي"، أن الأزهر نفسه يقوم على التدريس وليس مرجعية دينية في عملية التشريع، وإنما دوره مستشار للدولة في تقديم المشورة من خلال الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أن هذا الكلام ينتمي للشيعة لأنهم يعتبرون أنفسهم مرجعية دينية. الشحات: مطالبات لا قيمة لها ويرددها الشيعة.. والمرجعية للشريعة الإسلامية وأوضح "الجندي"، أن المرجعية الدينية الوحيدة كانت للرسول صلى الله عليه وسلم، متسائلًا: "ما الهدف من وراء مطالبتهم بأن يكونوا مرجعية دينية فهذا الكلام ليس في مصلحة المجتمع أوالدولة لأنه سيفتح الباب للجدال وخروج مجموعات أخرى تطالب بأن تكون مرجعية دينية، ومثل هذه الدعوات ينبغي أن تنتهي". وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن "التصوف الحق" بعيدًا عن الطرق السلبية يعتبر أحد مكونات الدين لأنه تطبيق لركن "الإحسان"، وهو ركن أساسي مفاده "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وهو الجانب الخلقي والسلوكي، والإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق، والتصوف يرتكز على الجانب الأخلاقي. كريمة: المرجعية الوحيدة للأزهر.. والتصوف الحق أحد مكونات الدين وأضاف "كريمة"، الدستور المصري حسم القضية، والمرجعية الوحيدة للأزهر الشريف وهذا ليس معناه أن نحارب التصوف، علم التصوف علم أساسي يدرس في كليات الأزهر بأصول الدين والدعوة والدراسات الإسلامية. ونصح "كريمة"، الصوفيين بالعمل وتقويم سلوك الناس بعيدًا عن فكرة السعي إلى أن يكونوا مرجعية، موضحًا أن هناك فرق بين الصوفية والمتصوفة، فالصوفية الحقيقية هي التصوف الإسلامى المعني بالأخلاق، أما المتصوفة هم أدعياء التصوف، ويقومون بالذكر على الرقص والموسيقى والموالد وهذا ليس تصوف، وبعضهم يتاجر بالأمر. الطرق الصوفية 77 طريقة في مصر تتفرع معظمها من 6 طرق صوفية كبرى دخلت مصر جميعها في القرن الرابع الهجري، وهي الطريقة البدوية، والطريقة الرفاعية، والطريقة القادرية "الجيلانية"، والطريقة الشاذلية، والطريقة الدسوقية "البرهامية"، والطريقة الخلوتية، والطريقة العزمية. ويحضر ممثلين عن الأزهر وكبار المسؤولين في الدولة في معظم المحافل التي تقيمها الطرق الصوفية، وجميع الطرق لها مقرات معروفة ومقننة من قبل الدولة.