"أجواء مشحونة بين الأهالي.. ونغمة عدائية من أنصار تنظيم الإخوان"، هكذا يتلخص الحال في مسيرة مؤيدي الرئيس المعزول "محمد مرسي" من مسجد "النور" بالعباسية اليوم إلى ميدان رمسيس، والتي شهدت اشتباكات بالحجارة والزجاجات الفارغة بين الأهالي وأنصار التنظيم. وأحجم الأهالي عن الصلاة في مسجد النور، بعد حضور الشيخ هاشم إسلام، ليخطب الجمعة في المسجد العتيق وسط حضور الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، وعدد من أنصار التنظيم الإخواني. وشهدت الخطبة، تحريضات على قوات الأمن والجيش بعد أن دعا هاشم إسلام إلى مقاومة "الظلم والطغيان"، على حد قوله، مضيفًا ليس من الإسلام من يقبل الذل راضيًا. وشدد إسلام، خلال خطبته، على عدم كفاية إدانة مجلس الأمن لأحداث فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، مشددًا على ضرورة إجراء تحقيقات دولية شفافة وعاجلة ل"مجازر فض الاعتصام"، على حد وصفه. وواصل إسلام، معاداته لتحركات الدولة فيما بعد 30 يونيو، قائلاً: "الاختلاف في الرأي ليس ذريعة لقتل الناس، فحرمة الدماء لابد أن تكون مقدسة"، ودعا إلى ضرورة القصاص لقتلى فض الاعتصام. واستمرارًا لادعاءات التنظيم الإخواني في فض "رابعة"، قال: "من اعتدوا وحرقوا المساجد والمصاحف منافقين والإسلام منهم براء، فهم يسعون لخدمة أهداف الماسونية والصهيونية العالمية". وفور انتهاء صلاة الجمعة، دعا الخطيب بصحبة المصلين على من "سفكوا دماء المواطنين العزل"، على حد قولهم قائلين: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وأدوا صلاة الغائب على ضحايا فض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول، فيما أدى بعضهم صلاة العصر جمع تقديم بسبب استعدادتهم للتحرك في المسيرات المختلفة لدعم المعزول. ووجه الشيخ حافظ سلامة، خطبة لأنصار التنظيم في المسجد بعدما غادر عدد من المواطنين، الذين أصروا على الصلاة داخل المسجد قائلاً: "دماء من ماتوا أمانة في رقابنا جميعاً، فنحن جميعاً رأينا القاتل ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب". وعاد سلامة، ليؤكد على أن جميع المنشأت العامة والخاصة ملك للشعب المصري لا يجوز أن يعتدى عليها أو أن تحرق كما حدث في الأيام الماضية، مطالباً أنصار التنظيم بالتحرك لحماية الإسلام دون المساس بالمنشأت لأن حمايتها "فريضة شرعية". وفشل أنصار التنظيم في الخروج بالمسيرات، التي أعلنوا عنها من أمام المسجد بعد أن تجمهر مئات الأهالي، ورفضوا خروجهم في مسيرات، ما دفع أنصار التنظيم للتوجه فرادى حتى محطة مترو الدمرداش التي خرجوا منها لمسيرة شارع رمسيس. وشهدت المسيرة، ترديد هتافات تتوعد الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بالقتل بسبب فض اعتصامات مؤيدي المعزول. واشتبك عدد من الأهالي مع المسيرة، عندما مرت أسفل كوبري غمرة، بعد أن هتفوا ضد الجيش، وعدد من المسؤولين في الدولة، حيث ألقوا عليهم الزجاجات الفارغة والحجارة، ما دفع المسيرة للإسراع لتفادي هجوم الأهالي. ومع اقتراب المسيرة، من شارع رمسيس، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما دفعهم للفرار هاربين للشوارع الجانبية وسط تشكيل الأهالي للجان شعبية، وحدثت اشتباكات بين بعض الأهالي وأعضاء التنظيم بالشوم والحجارة. ولجأ أنصار التنظيم إلى إشعال الإطارات لتجنت تأثير الغاز المسيل للدموع وسط إطلاق لطلقات نارية من أماكن مجهولة داخل الميدان.