سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد ما جرى فى «رابعة والنهضة».. هنا «أطلال دولة الإخوان» فصول تقوية للتلاميذ من أبناء المعتصمين و«سكّان رابعة».. و«التوسع الرأسى» عن طريق الخيام الخشبية متعددة الأدوار
«دولة كانت داخل الدولة».. هكذا يرى معارضو اعتصام «رابعة» ذلك الاعتصام الذى تم فضّه بالقوة، حتى وإن كان مؤيدو الاعتصام يرونه كما لو كان «الدولة كما ينبغى لها أن تكون»، مدينة فاضلة قائمة بمعزل عن تدخل الدولة العميقة: «فصول للتقوية الدراسية، وبيوت بدائية مصنوعة من الخشب، ومستشفيات ميدانية، وأسواق ومطاعم مجانية ومدينة ملاهى»، تلك هى الأطلال التى خلفها اعتصام رابعة الذى بدأت قوات الأمن بفضه صباح الأربعاء. فى واحدة من الخيام أقام المعتصمون برابعة العدوية أول فصل للتقوية الدراسية قبل أسابيع قليلة من دخول العام الدراسى الجديد 2013/2014، عشرات التلاميذ من المرحلة الابتدائية تابعوا جدول الحصص الذى يوضح أوقات تدريس المواد المختلفة للصفوف المختلفة. يقول أحمد شبيب، أحد المعتصمين بالميدان: «نحاول فى الاعتصام استثمار الوقت والاستفادة بأقصى درجة ممكنة.. وبما أننا على وشك دخول السنة الدراسية الجديدة فإنه من الطبيعى أن نحافظ على وقت أطفالنا ونقوم بالتدريس لهم حتى لا يضيع وقتهم هباءً». صفوف التلاميذ من أبناء المعتصمين انضم إليها بعض أبناء أهالى منطقة رابعة العدوية، منة حسام الدين، صحافية من سكان رابعة العدوية، تقول «المعتصمون حاولوا الوصول إلى أهالى رابعة العدوية لإفادتهم بمساعدة أبنائهم فى مذاكرة دروسهم حتى لا يكون الاعتصام مصدرا للإزعاج وكفى». «هذه مجرد محاولة لم تكن إلا لاستجداء سكان رابعة العدوية» هذا ما يفتتح به محمد إمام، أحد المعارضين لاعتصام رابعة، الذى يتابع: «الإخوان كانوا فاكرين إنهم هيفضلوا فى الاعتصام لنهاية السنة.. استبعدوا تماماً إنه هيتم فض اعتصامهم فى وقت قريب.. معذورين لأن الداخلية والجيش سوّفوا فض الاعتصام بشكل كبير». فى قلب ميدان النهضة، ثانى ميادين أنصار الرئيس المعزول، والذى تم فضه صباح الأربعاء، رصدت «الوطن» أعدادا كبيرة من الدروع الحديدية التى كان يستخدمها المتظاهرون وكذلك كميات كبيرة من الأطعمة والملابس وصفائح الزيت والسمن والسكر والمياه المعدنية والغازية، وكذلك كميات كبيرة من أجهزة التليفزيون والريسيفرات والمراوح والموبايلات. حتى الجانب الخاص بالتأمين والدفاع، كان ضمن ما اهتم المعتصمون باقتنائه داخل اعتصامهم. فقد أخرجت قوات الأمن كميات من الطوب والرمل والزلط والأسمنت والكتل الخرسانية، وزجاجات المولوتوف والشوم والخوذ والدروع، ووفقاً للجهات الأمنية فإن الاعتصام ضم كذلك أعدادا من الأسلحة البيضاء والنارية. محمود م.، أحد أفراد الإخوان، لا ينفى حمل المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة للأسلحة.. لكنه فى المقابل يؤكد أن «لجان النظام كانت لا تسمح أبداً لأحد بالاحتفاظ بالأسلحة أو استخدامها أثناء الاشتباكات.. وكانت لجان التأمين داخل الميدان قد قاموا بتفتيش أعداد كبيرة من الخيام للتأكد من خلوها من الأسلحة.. لكن هذا التفتيش لا يعنى بالضرورة أن الميدانين تم إخلاؤهما تماماً من السلاح». أصوات طرقات النجارين بشواكيشهم على المسامير كانت آخر ما دوى عبر أثير ميدان رابعة، وقت بناء البيت الخشبى البسيط متعدد الأدوار، شكل من أشكال «التوسع الرأسى» حاول معتصمو رابعة العدوية اللجوء إليه بعمل خيام خشبية ذات أدوار متعددة تتسع لأعداد أكبر من المعتصمين، غير أن تلك المبانى البدائية التى تقع فى قلب الاعتصام لن يكون مصيرها إلا التهشيم حالما يتم فض الاعتصام تماما. أحد المعتصمين بالميدان، رفض ذكر اسمه، يعلق ساخراً على المبانى الخشبية البسيطة: «المبنى عبارة عن 3 أدوار وله سلم خارجى.. الدور الأول لجهاد النكاح والدور التانى للمعتصمين والدور التالت للقناصة.. طبعاً باهزر مفيش أى حاجة من الكلام ده لا جهاد نكاح ولا قناصة.. لكن الخيام دى بتسمح لأعداد أكبر إنها تعتصم فى نفس المساحة من الأرض». شارع جانبى بعد مسجد رابعة العدوية يضم «شونة» كبيرة لتخزين أجولة البطاطس والبصل والفواكه والخضراوات، مخزون من الأطعمة يكفى الاعتصام لفترة ليست بالقصيرة. محمد إمام، أحد معارضى اعتصام رابعة، يقول: «كمية الأطعمة اللى تم تخزينها حتى موعد بدء فض الاعتصام تقول إن الناس دول كانوا ناويين يقعدوا لفترات طويلة». يقول أحد المعتصمين بالميدان «إن أعدادا من المتطوعين يقدمون تبرعات للجان النظام بالميدان فمنهم من يقدم أجولة وأقفاص خضراوات وفواكه يحضرونها فى سياراتهم الخاصة، وبعضها يتم شراؤها عن طريق تجار يقدمون الفواكه والخضراوات بأسعار مخفضة تضامنا منهم مع الاعتصام». فى مقابل الرأى المعارض لاعتصامات رابعة، يقول «شبيب»، المؤيد للاعتصام: «فى الاعتصام كنا بنسعى لإثبات إننا قادرين على إدارة أمورنا لفترة طويلة بدون أى حاجة للدولة.. لدينا وزارة للتعليم متمثلة فى فصول التقوية، ووزارة للتموين متمثلة فى مطاعم الميدان اللى بتقدم وجبات مجانية للمعتصمين، ووزارة الرى ومياه الشرب المتمثلة فى خزانات المياه المثلجة اللى بنقدمها للمعتصمين، ووزارة للداخلية متمثلة فى لجان التأمين، ووزارة للإعلام متمثلة فى المنصة، والمستشفيات الميدانية مقابل وزارة الصحة.. وغيره».