كنت لحد وقت قريب شايف إن مشكلة الإخوان الحقيقة هى القيادات. ناس زى خيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمود عزت أصحاب فكر متطرف وطموح مادى. القيادات دى دفعها الجشع لاستغلال مشاعر عدد كبير من الشباب المؤمنين بالدولة الإسلامية وتجييش هؤلاء الشباب للاستيلاء على مصر. توقعت كمان بعد فضيحة فشل قيادات الإخوان فى الشهور الماضية أن يطيح الشباب بقيادتهم، ينتخبوا قيادات أكثر عقلانية، قيادات مستوعبة رفض المصريين ليهم، شباب متطور عندهم حلول للتعامل مع تغير نظرة المصريين للإخوان من جماعة مضطهدة «لازم تاخد فرصتها» إلى «جماعة إرهابية يجب التخلص منها»، فهل كان شباب الإخوان عند التوقعات؟ هل غيروا قياداتهم الفاشلة؟ الحقيقة لأ. والسبب اكتشفته مؤخراً. كل الشواهد بتقول إن الأزمة الأخيرة للجماعة جعلت الشباب متشددين أكتر من القيادات. زادتهم الأزمة عناداً وتصميماً على موقفهم. وعمقت إحساسهم إن المجتمع غدر بيهم. المصريين رفضوا الإخوان وبالتالى يجب أن يدفعوا التمن. مين اللى يدفع التمن؟ الناس. الجيش. الشرطة. الدبلوماسيين. كله. كل اللى غلط من وجهة نظرهم لازم يتحاسب. راجع تصريحات شباب الإخوان المثقف مثل جهاد الحداد أو المندفع مثل المغير أو حتى المتعاطف معاهم زى عبدالرحمن عز علشان تفهم مستوى الانتقام المطلوب. أو زى ما هم بيقولوا: «التطهير الذى تأخر». بالتالى محاكمة القيادات لن تغير من وجهة نظر شباب الإخوان اللى شايف إن معركته دلوقتى مع المجتمع كله. محاكمة القيادات ضرورية لتأكيد مبدأ العدالة. لكن اللى فاكر إن دى نهاية الأزمة الحالية وإن شباب الإخوان أكثر تقبلاً للمجتمع من قياداته لازم يفوق. الإخوان الآن كتلة واحدة متماسكة تواجه عدواً مشتركاً وهو المجتمع المصرى. علشان كده الأزمة دى لن تنتهى بفض الاعتصام رغم حتميته، ولن تنتهى بمحاكمة القيادات مع أهميتها. الأزمة دى لن تنتهى بسرعة لأن الإخوان مش عايزين يجيبوها لبر. لأن الإخوان عايزين مصر تتحول لسوريا لمجرد الانتقام. ولأن الإخوان مبيتكسفوش يقولوا إن الإرهاب بيحصل فى سيناء بتحريض من رابعة. الأزمة دى لن تنتهى سريعاً لأن الإخوان قرروا إن أفضل خيار أمامهم هو إضعاف المجتمع ومؤسساته. إضعاف مصر. إضعاف الجيش. إضعاف الروح المعنوية للناس. وبالتالى الناس اللى مستنية ترتاح بعد فض الاعتصامات أحب أقولكم: إذا لم تحدث معجزة تغير من فكر الإخوان فجأة فجهزوا أنفسكم لمواجهة طويلة مع الجماعة. مواجهة ضرورية وحتمية مع فصيل يبتز الناس بالعنف. خدوا نفَس عميق وأقلموا حياتكم على منغصات تزيد وتنقص. المواجهة لن تكون بسيطة، لكن مفيش حاجة بتيجى بالساهل، وكله مقابل هدف مهم وهو إن البلد لا تتدمر مثل سوريا، ولا تنقسم مثل السودان. والهدف الأكبر أن يخرج المصريون من الأزمة دى أكثر حكمة وأكثر وعياً بمن يختار فى المستقبل. خدوا نفَس عميق واقفوا فى صف البلد.