قال جوناثان شانزر، نائب رئيس مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تغامر بعلاقتها مع مصر، أحد أهم التحالفات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط على مدار ال40 عاما الماضية، على حد تعبيره، وذلك بعد توجيه صدمة للقاهرة، الشهر الماضي، بوقف ما يقرب من 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية، خاصة مع تطورات المنطقة في الفترة الأخيرة. ويوضح شانزر، محلل تمويل الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية السابق، في مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك بوست"، أمس، أنه هناك طريقة للبيت الأبيض لإثبات دعمه لمصر من ناحية غير نقدية، وذلك "عن طريق تصنيف حركتي "حسم" و"لواء الثورة" كجماعتين إرهابيتين، لا تزالان تهاجمان مصر. مؤكدا أنه من شأن هذه الخطوة أن ترسل رسالة هامة إلى الشعب المصري، وتظهر التزام أمريكا الخاص بمكافحة الإرهاب. ويؤكد الكاتب الأمريكي أن مجموعتي "حسم" و"لواء الثورة"، التابعتان لتنظيم "الإخوان" ينطبق عليهما معايير الحكومة الأمريكية الفدرالية لتصنيف الإرهابيين، مما يجعلهما مرشحين واضحين لبرنامج العقوبات المالية المستهدف من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، كما ينطبق عليهما تعريف وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وأوضح شانزر، أن حركة "حسم" (سواعد مصر) هي حركة مسلحة أعلنت مسؤوليتها عام 2016 عن اغتيال الرائد محمود عبد الحميد، رئيس مباحث مركز طامية، وفي الشهر التالي، أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق النار على الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، لكنهم فشلوا في اغتياله، ثم تبع ذلك سلسلة من الهجمات، منها تفجير بالقرب من نادي الشرطة، واغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، واستهداف القضاه بالقنابل الملغومة. وفي ديسمبر الماضي، وجهت المجموعة ضربة إلى صناعة السياحة المصرية باستهداف كمين الهرم، بجوار أهرامات الجيزة، مما أسفر عن مقتل 6 من رجال الشرطة، وإصابة 3 آخرين بجروح. كما أكد أن حركة "لواء الثورة"، والتي تأسست بالتزامن مع حركة "حسم"، تقريبا، رغم كونها أقل إنتاجية بكثير من "حسم"، إلا أنها هاجمت أيضا رجال الشرطة عند نقاط التفتيش، واغتالت ضباط القوات المسلحة، وقصفت مركزا لتدريب الشرطة. ويرى المحلل الأمريكي، أن هناك علاقة رسمية بين تنظيم "الإخوان" وحركتي "حسم" و "لواء الثورة"، وأنه حتى رغم نفي المتحدث باسم "لواء الثورة"، مؤخرا، انتمائه لجماعة "الإخوان"، إلا أن إدراجهما بقوائم الإرهاب الأمريكية سيكون رادع للجماعة نفسها. مؤكدا أنها فرصة سانحة للبيت الأبيض للشروع في سياسة جديدة ومعقولة تجاه تنظيم "لإخوان"، تمهيدا لاعتبار التنظيم نفسه كجماعة إرهابية حدودية، بالرغم من صعوبة ذلك بسبب فروع الجماعة في جميع أنحاء العالم. مشيرا إلى أن الخطوة الأولى الصحيحة هي استهداف فصائلها العنيفة العلنية. وفي نهاية مقاله، دعى محلل تمويل الإرهاب الأمريكي، البيت الأبيض إلى تقديم المساعدة والدعم لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يكافح الإرهاب، وعقاب الجماعات والتنظيمات التي تستحق العقاب.