اندلعت أمس موجة من الاحتجاجات الغاضبة بمدينة الشيخ زويد الواقعة على بعد 35 كيلومترا من مدينة العريش، عاصمة شمال سيناء، حيث تجمهر المئات من الأهالى بمحيط مجلس المدينة، وأحاطوه بالإطارات المشتعلة، بعد انقطاع مياه الشرب عنهم لأكثر من شهر على التوالى، مهددين باندلاع ثورة جديدة بالمدينة للإطاحة بالمسئولين. وأغلق العشرات الطريق الدولى أمام المجلس للضغط على المسئولين للاستجابة لمطالبهم وتوفير مياه الشرب، فيما يرفض الأهالى تدخل أى وجهاء لإنهاء الاحتجاجات إلا بتشغيل مياه الشرب فوراً، على حد قولهم. ويقول مصطفى البطين، أحد أهالى المدينة: «المياه قاطعة عندنا لأكثر من شهر، ورحنا للمسئولين بشكل متكرر، إلا أنهم يقولون لنا روحوا اقطعوا الشوارع وحاربوا اللى واخدها»، مضيفا «عاوزين يرجعونا للنظام القديم ويضغطوا علينا علشان نرضى بالذل»، لافتا إلى أن جميع المسئولين بالمجلس هم من أعضاء الحزب الوطنى المنحل. من جانبه يقول الحاج أبودرب: «إحنا فى المدينة مش عايشين.. مفيش حياة نهائيا، المياه الحلوة قاطعة، والكهرباء مفصولة، ومفيش شرطة ولا أمن، وطالبين منا نسكت ونكون هاديين.. كيف طيب!». ويتهم الناشط السيناوى مصطفى الأطرش، المسئولين فى الشركة القابضة للمياه بالمدينة بالمسئولية عن قطع المياه المتعمد -على حد قوله- لمعاقبة الأهالى على وقوفهم بجانب ثورة 25 يناير، مؤكدا أن الأهالى لن يستجيبوا لهذه الضغوط، وأن رد الفعل من قبل الأهالى لن يستطيع المسئولون تحمل عواقبه خلال أيام قليلة فى حال استمر الوضع على ما هو عليه. ويهدد الأهالى باندلاع موجة عنيفة من الاحتجاجات والاستيلاء على المؤسسات المتخاذلة فى حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم. كما وزع الأهالى بياناً حمل عنوان «الشيخ زويد تستغيث» طالبوا فيه بسرعة التدخل قبل اندلاع سلسلة احتجاجات. وقال البيان: «وصل الحال إلى ما لا يمكن السكوت عليه بعد الآن فالإهمال طال كل المرافق، وأصبحت الخدمات رديئة، وانسحبت الدولة حتى غابت الشيخ زويد عن محافظتها وصيانة مرافقها وتلبية مطالب سكانها، فحقنا فى الماء أهدر، وحقنا فى الصحة غاب، ومستوى التعليم فى أدنى مؤشراته، وشوارع المدينة خارج الزمن، والكهرباء غير مستقرة وضعيفة، ويكفى أن ثانى أكبر مدينة فى شمال سيناء لا توجد بها شبكة صرف صحى». وتابع: «على المسئولين الأمنيين والتنفيذيين والشعبيين أن يستجيبوا لمطالب الأهالى قبل أن تجتاحكم غضبة العطش والجوع، ووقفتنا اليوم هى بداية فقط للتحذير قبل فوات الأوان».