لجأ محمد أبو العينين -صاحب مصنع سيراميكا كليوباترا- إلى وسيلة ضغط جديدة؛ حيث فوجئ العمال صباح اليوم السبت بعدم حضور الحافلات التي تنقلهم إلى مقر المصنع بالمنطقة الصناعية في شمال خليج السويس، بجانب نفيه لوسائل الإعلام تنفيذ قرار محمد مرسي رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة لإدارة المصنع، وتأكيده أن قرار إغلاق أو تشغيل المصنع في يديه، ما أثار غضب العمال وتجمع المئات منهم أمام مبنى المحافظة وواصلوا هتافهم ضده انتظارًا لعودة اللجنة النقابية بالشركة بخطاب تشكيل لجنة لإدارة المصنع. من جانبهم، عبر بعض النقابيين بالسويس عن رضاهم التام على القرار الجريء الذي اتخذه الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، بتشكيل مجلس لإدارة مصنع سيراميكا كليوباترا بالسويس بعد مماطلة رجل الأعمال محمد أبو العينين في دفع مستحقات العمال. يقول سعودي عمر -عضو اللجنة النقابية للعاملين بهيئة قناة السويس- إن قرار محمد مرسي رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة لإدارة مصنع سيراميكا كليوباترا قرار جيد وجريء إذا دخل حيز التنفيذ، موضحًا أنه حضر معظم الاجتماعات التي عقدها رجل الأعمال مع ممثلي العمال والمسؤولين بالدولة، بدايةً من الاتفاقية التي وُقعت في وزارة القوى العاملة في شهر مارس، والخاصة بجدولة أرباح العمال حتى الاجتماع الأخير بقيادة الجيش الثالث في 22 مايو، والذي استمر 19 ساعة متواصلة، ومع ذلك لم يلتزم أبو العينين بتلك الاتفاقيات. وكشف سعودي أن أبو العينين يحاول الضغط على الدولة باستخدام ورقة مستحقات عمال مصنعه الذين يصل عددهم إلى 6500 عامل لإيجاد مخرج له لتورطه في موقعة الجمل، والضغط على الدولة حتى تتراجع عن قرار سحب أراضي شمال خليج السويس التي حصل عليها بسعر متدنٍ. وأوضح أن أبو العينين يحاول تصدير أزمة للدولة ليفتح مجال للتفاوض مع القيادة السياسة حتى يجد لنفسه موقعا قياديا في مصر الجديدة بعد الثورة. ورفض سعودي اتهام أبو العينين ل29 عاملا بالمصنع بأنهم بلطجية، ويحملون أسلحة نارية وبيضاء، واصفًا الاتهام بالكلام المرسل الذي ليس له أدلة مقنعة. ووصف أحمد صلاح الدين -نائب رئيس اللجنة النقابية للعاملين بسيراميكا كليوباترا- قرار الدكتور محمد مرسي بالتاريخي في حال تنفيذه، وسيجعل كل رجال الأعمال من أصحاب المصانع والشركات يفكرون أكثر من مرة قبل اتخاذ أي قرارات للمماطلة في دفع مستحقات العمال. وأكد أن القرار سيُفعل عقب استلام الخطاب الخاص بتشكيل لجنة لإدارة المصنع من هيئة الاستثمار. وكشف صلاح الدين عن إصدار أبو العينين تعليماته لشركات الرحلات المتعاقد معها لنقل العمال للمصنع لمنع خروج الحافلات بداية من اليوم -السبت- في وسيلة جديدة للضغط على العمال. من جانبه، يرى حسن علي حسن -عضو اللجنة النقابية بشركة السويس للشحن والتفريغ- أن قرار الدكتور محمد مرسي بداية حقيقية لإعادة حقوق العمال المسلوبة والتعنت الواضح من رجال الأعمال والمستثمرين مع العمال، وكأنهم عبيد لديهم، لافتًا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الشركات والمصانع بمصر تحتاج إلى مثل هذه القرارات لإنقاذها من الانهيار؛ على رأسهم شركة السويس للشحن والتفريغ التي دمرها القانون 159 الخاص بالاستثمار، وأهدر حقوق 1200 عامل بالشركة.