«ناس فوق وناس تحت».. هكذا قسمت الدعاية الانتخابية مرشحى الرئاسة، فالبعض ينفق عليها ببذخ، والبعض الآخر لا يقدر على تكلفة إقامة مؤتمرات جماهيرية فى المحافظات. اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية حددت سقف الإنفاق على الدعاية الانتخابية بعشرة ملايين جنيه لكل مرشح، لكن الواقع والدراسات أثبتت أن هناك مرشحين أنفقوا على دعايتهم أضعاف هذا المبلغ، حتى إن الدراسات قدرت إجمالى ما سينفق على حملات الانتخابات الرئاسية بأكثر من مليار جنيه. كان أكثر من لفت الأنظار إليه فى دعايته وحجمها الضخم هو المرشح المستبعد حازم أبوإسماعيل، فقد اعتبرها المراقبون الأضخم بين جميع المرشحين، وقدروا تكلفتها بأنها قد تصل إلى 300 مليون جنيه، وأكد مركز الدراسات الاقتصادية أنه تمت طباعة ما يقرب من 10 ملايين بوستر لأبوإسماعيل، تكلفة الواحد منها 4 جنيهات تقريبا، بما يعنى أن تكلفة البوسترات وحدها تصل إلى 40 مليون جنيه. بعد استبعاد حازم، انحصرت المنافسة على لقب (الأغنى) بين كل من عمرو موسى وأحمد شفيق وعبدالمنعم أبوالفتوح، فهم الأكثر ظهورا فى الشوارع والمؤتمرات والبوسترات والإعلانات، خاصة بعد بدء الدعاية بشكل رسمى فى 30 أبريل الماضى. «موسى» لم يستغن عن طابعه الأرستقراطى حتى فى دعايته، فبدءا من مقره الانتخابى الذى يقع بفيلا فاخرة فى الدقى، وبنظرة متأنية، ستعلم أنك أمام حملة دعاية منظمة لا تحمل عبء التكاليف. الفريق أحمد شفيق، فاجأ الجميع أنه صاحب حملة إعلانات الرئيس، الغريب أن إيجار اللوحة الواحدة منها يصل إلى 150 ألف جنيه شهريا. الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أيضا يبقى فى المنطقة الدافئة فى الإنفاق الانتخابى، فلا تنقصه الإعلانات التليفزيونية التى يبدأ سعر الدقيقة فيها من 10 آلاف جنيه وتزيد حسب نجاح القناة ونسبة مشاهدتها وأوقات الذروة، ولا يغيب أيضا فى المنافسة على بوسترات وإعلانات الشوارع مع «موسى» و«شفيق». فى منطقة الوسط يبقى كل من حمدين صباحى ومحمد سليم العوا فهما موجودان بشكل معقول فى التليفزيون والشوارع. أما باقى المرشحين فيظهر بوضوح فقر إمكانيات دعايتهم ومنهم هشام البسطويسى وخالد على، فرغم أن البسطويسى مدعوم من حزب التجمع فإن الحزب لم يضف إليه ماديا، حتى إنه صرح بأن رصيد حساب تبرعات حملته فى البنوك صفر، وأنه غائب عن المؤتمرات الجماهيرية لأنه لا يملك تكلفتها. ينظر الدكتور سامر سليمان أستاذ الاقتصاد السياسى بالجامعة الأمريكية، إلى التفاوت بين الإمكانيات المادية للمرشحين على أنه أمر طبيعى، لكنه يرى أن توافر الإمكانيات المادية المعقولة شرط أساسى للترشح، فإذا كان المرشح غير قادر على الإنفاق على السباق والوصول إلى الناس فعدم ترشحه أفضل.