يطل عليك الشيخ حازم بلحيته الرمادية من النافذة الخلفية لأحد «ميكروباصات» شارع الهرم، الذى يمر فى طريقه من أمام إحدى العمارات التى تعكس ضحكة «عريضة» لعمرو موسى، فيما تتأمل «بوستر» عبدالمنعم أبوالفتوح الذى التحم ب«عربة» الفول التى تقصدها صباح كل يوم، أو ربما بوستر أحمد شفيق ب«البلوفر» الشهير.. ملصقات عدة تجمع بينها المنافسة الرئاسية ولمسات «الفوتوشوب».
«قام بالتقاط صور البوستر 8 من المتطوعين فى الحملة» يقول أحد مسئولى حملة الفريق أحمد شفيق الانتخابية الذى ترك لأفراد حملته اختيار ما يرونه الأفضل من بين تلك الصور لتمثله فى ملصق الدعاية «قمنا بتصميم بوستر وهو يرتدى البدلة الرسمية والأخرى ب «البلوفر» الذى يفضل ارتداءه لكونه أكثر عملية، ووجدنا أن الناس تفضل صور البلوفر أكثر الذى تميز به منذ رئاسته للحكومة المستقيلة إبان الثورة.
يبدو أن «بوستر» الدعاية الخاص بالمرشحين استغرق من القائمين عليه الكثير حتى يخرجوا ب«طلة» منافسة، وخاض كل مرشح تجربة تصوير فوتوغرافى، كالتى يخوضها الفنانون، لاختيار الأفضل منها فحسب السيد هانى حافظ، مسئول الدعاية الانتخابية لحازم أبوإسماعيل، أنه تم تصوير مرشحه مئات الصور حتى تم الاستقرار على صورتين ل «بوسترين» انتخابيين له «الشيخ حازم دقيق جدا، وهو حريص على الاحتفاظ بأية صور تلتقط له كأرشيف شخصى»، وقال إن عملية تصميم البوستر استغرقت وقتا وجهدا كبيرين، وأنه تم اختيار شعارين لها ولكن الجمهور، حسب تعبيره، فضل شعار «فلنحيا كراما»، وأنه تم اختيار اللونين الأزرق والأحمر للبوستر لجذب انتباه الناخب.
يعتبر بوستر عمرو موسى، كما يبدو للعيان، هو الأكبر بين أقرانه، ويبدو فيه وهو يقف أمام عشوائيات فقيرة فى رسالة مفادها اتجاه برنامجه لحماية حقوق المهمشين، وحسب محمد موسى، مسئول الحملة الانتخابية للسيد عمرو موسى، فإن فريق عمل من إدارة التسويق والإعلانات بالحملة قاموا بالنزول إلى العشوائيات والصعيد والريف وكانت المحصلة من هذه الأبحاث هى بلورة شكل معين للدعاية الانتخابية للمرشح يعكس مدى قربة من مشاكل الشارع «وأضاف أنه فى نهاية هذه الدراسات انتهى فريق العمل إلى عرض أكثر من فكرة على المرشح وعدد من المتخصصين لاختيار البوستر الذى يمكن الحمله من الوصول بفكر وبرنامج المرشح لأكبر شريحة من المجتمع.
حسب صفوت العالم فإن التنافس الواضح فى تصميم ملصقات الدعاية للمرشحين أمر طبيعى، خاصة أن هذه الانتخابات تعد الأقرب للتنافس الحقيقى، وأكد فيما يتعلق بحجم الانفاق على الدعاية أنه يجب أن يكون ضمن أعضاء اللجنة العليا لإدارة الانتخابات خبراء فى الدعاية والإعلان الذين لديهم خبرة أكبر فيما يتعلق بالتفاصيل الفنية وتكلفة الدعاية سواء للملصقات أو غيرها من صور الدعاية الأخرى.