وقفت «مونيكا» بهدوء على رصيف شارع «عباس العقاد» بمدينة نصر، حاملة لافتة بيضاء، كُتب عليها بلون أسود واضح: «نفسى ماأسمعش كلام قبيح»، يتوقف المارة وسائقو السيارات، تارة يسمعونها ويدعمونها، وأخرى يتهكمون عليها بعنف: «البنت هى السبب فى التحرش»، ما فعلته الفتاة العشرينية كان جزءاً من سلاسل «نفسى» التى تُعنى بشكل أساسى بتوعية المواطنين بالضرر النفسى الذى يسببه التحرش لأى فتاة. اختيار اسم «نفسى» جاء بسبب وجود قائمة من الأفعال «البنت نفسها تعملها»، لكن التحرش والمعاكسات يمنعانها من ذلك، أكثر من 20 شاباً وفتاة شاركوا فى تلك الوقفة بشكل صامت، من خلال لافتات تبدأ أولها بكلمة «نفسى»؛ «نفسى أركب عجلة»، «نفسى ما تعاكسنيش»، «نفسى أنزل من البيت من غير ما حد يضايقنى»، و«نفسى ماأنزلش أوصل أختى كل مرة»، والأخيرة رفعها أحد الشباب المشاركين فى الوقفة. إسلام محمد واحد من الشباب المشاركين فى الوقفة وفى يده لافتة: «التحرش بيقلل من قيمة الولد قبل البنت»، ويحكى: «عرفت عن الوقفة من خلال الفيس بوك، وقررت وقتها أن أشارك فيها؛ لأن التحرش مشكلة ألاحظها يومياً وتعانى منها كل فتاة مصرية، لكننى فوجئت ببعض ردود الأفعال السلبية من سائقى السيارات على اللافتات التى نرفعها، رغم اقتناعى أن ما ترتديه أى فتاة ليس مبرراً للتحرش بها». ندى وهبة -23 سنة- هى واحدة من المنظمات للوقفة تشرح الفكرة: «إحنا مجموعة من المتطوعين الذين لا ينتمون إلى أى تنظيم سياسى، قررنا تنظيم مجموعة من الوقفات نتكلم فيها عن التحرش فى مصر، عملنا وقفة قبل كده فى شارع جامعة الدول، ودى تانى وقفة لنا فى مدينة نصر، والفكرة كلها إننا نتكلم عن الحاجات اللى نفسنا تحصل لو مفيش تحرش». المنظمون وزعوا ورقة تتضمن معلومات عن التحرش فى مصر، منها أن مصر لا يوجد بها قانون محدد لجريمة التحرش الجنسى.