«100.. 99.. 98.. 97..» كم منا تحول فى الأيام الأخيرة إلى «ستوب ووتش» يحسب بالعد التنازلى المائة يوم الأولى فى ولاية الرئيس محمد مرسى؟ البعض يقف قلقاً مترقباً والبعض الآخر يقف متحفزاً متربصاً وسواء كنت مترقباً بحسن نية أو متربصاً بسوء نية هل سألت نفسك امرأة كنت أم رجلاً: ماذا سأفعل أنا فى المائة يوم؟ هل سأقضيها فى الانتظار أم سأبدأ بالمشاركة أو فى طرح بعض الأفكار؟ لا أعتقد أن أى رئيس سينجح فى تغيير أى شىء فى مائة يوم أو حتى فى مائة عام بدون أن نبدأ نحن بأنفسنا.. فكيف مثلاً سينتظم المرور وكثير منا يصر على عدم احترام الحد الأدنى من قواعد المرور؟ كيف سيقضى على الفساد ونحن نساهم فيه بالرشوة والمحسوبية واللامبالاة؟ كيف سيقضى على أطنان القمامة ونحن نستبيح الشارع وكأنه صندوق قمامة كبير؟ كيف سيصلح التعليم دون إصلاح الضمائر؟ وغيرها الكثير من الأمثلة. فإذا كنت من هؤلاء الذين يلعبون دور ال«ستوب ووتش» أعتقد أنك ستنتظر طويلاً جداً دون أن يحدث أى تغيير، فالرئيس لا يملك عصا سحرية أو مصباح علاء الدين، فقد قال الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ». فبدلاً من الانتظار والتنظير ما رأيك أن تكون جزءاً من التغيير وتستمتع بأنك من المحظوظين الذين شاركوا فى صنع أحداث سيسطرها التاريخ وتبقى خالدة لأجيال وأجيال.. وسواء كنت محايداً أو مؤيداً أو حتى رافضاً للرئيس.. فهيا ندع الفُرقة ونقترب من بعضنا البعض قليلاً، فنحن رغم اختلافنا شركاء فى هذا الوطن الرائع الذى نحبه جميعاً كل بطريقته، فهيا نأخذ الحب الصادق الذى ينبض فى القلوب كبداية لقاسم مشترك يجمع بيننا، فالأوطان لا تُبنى بتصيد الأخطاء والعيوب بل بالعمل المتواصل الدؤوب.. هيا ابدأ بنفسك فأفكارك ومشاركتك حتى لو كانت بسيطة تصنع التغيير.. من الآخر «اتغيَّر علشان الوطن يتغيَّر». وحاسب نفسك بعد 100 يوم.