هناك عادة متوارثة لدينا كانت فينا ونحن صغار وأعتقد أنها مازالت ملازمة لبعضنا حتى بعد أن كبر سنه، وتعلمها منا أولادنا بالوراثة ألا وهى عادة الجلوس جنب الشباك سواء فى السيارة أو القطار أو غيرهم من وسائل النقل.. تجد أنك عندما كنت صغيرا كنت تحرص عندما تركب وسيلة النقل أن تركب بجوار النافذة التى تمثل لك عين على الحياة تعكس لك ما حولك من مناظر تستقر فى داخلك وتكّون صورا فى ذاكرتك.. ولكن الجلوس جنب الشباك زمان يختلف كثيرا عن الجلوس جنبه الآن فزمان عندما كنت تجلس جنب الشباك كنت ترى مناظر مريحه للنظر والنفس ممتعة وباعثة للأمل تجعلك تسرح بخيالك وتتأمل، حتى أنك لو كنت مسافرا سفرا بعيدا أو كنت ذاهبا مشوارا طويلا فإن متعة ما كنت تراه كان لا يجعلك تشعر بطول المسافه، أما الآن فأنصح كل من لديه سيارة بوضع زجاج فيميه أسود شديد السواد حتى على الزجاج الأمامى ويسيب بس دايرة صغيرة علشان يشوف منها، وذلك حتى لا يشاهد أولادنا من الشباك سلوكياتنا التى تغيرت للأسوأ.. حتى لا يروا القمامة المنتشرة فى الشوارع والمجارى التى طفحت لتغسل الشوارع برائحة كريهة والأراضى الجرداء وعواميد الإنارة التى تسند على بعضها وشجار وسباب لأقل الأسباب واعتصامات.. أعتقد أن جلوسهم جنب الشباك سيفتح أعينهم على أشياء أعتقد أننا فى مصلحتنا جميعا أن لا يلاحظوها على الأقل الآن إلى أن نقوم بتغييرها. فيا كل مصرى مواطن عادى أو مسئول ما ذنب أجيالنا القادمة أن نسلمهم البلد فى هذه الصورة أليس من حقهم أن يجلسوا جنب الشباك كما جلسنا.