لقد غيرت ثورة 25 يناير 2011 تاريخ مصر المعاصر واجبرت البشرية جمعاء علي ان تقف احتراما لهذاالشعب العظيم وجعلت التاريخ الانساني يهب ليؤرخ بأنها اول ثورة سلمية يقوم بها شعب بكامله ليغير نظامه الحاكم دون وجود زعيم ملهم يقود الجموع بمبادئه وعنترياته او جماعة مسلحة تغير النظام الحاكم بالقوة الغاشمة. وعندما انسدل الستار علي النظام الحاكم في مصر انكشف طوفان من الفساد و الطغيان الذي كنا نعيش فيه.. فقد خان شعب مصر في العهد السابق واغتال تاريخه ومستقبل اجياله حفنة من اللصوص والفاسدين.. هؤلاء الذين رضينا بسلبيتنا او عندما وثقنا فيهم فمنحناهم قيادتنا والتصرف في امورناواقدارنا ومستقبلنا ومصير اولادنا واحفادنا.. حتي صار الوطن بكامله ضحية لنا جميعا: الشعب بصمته وصبره الذي طال عدة عقود من الزمان.. والحكام بفسادهم وجبروتهم.. ولكن كيف الحال الان في وطننا العزيز الذي ضحي من اجله مئات الشهداء. ان المتربصين بالوطن للاسف استغلوا الفوضي التي تحاول ان تصبح السمة الرئيسية لتصرفات الغالبية منا والاستهتار الذي تسلل الي سلوكياتنا ليصبح شيئا طبيعيا في حياتنا وفي كل شيء حولنا.. واصبح كل واحد منا مدعيا وقاضيا وجلادا.. وبذلك بات اسلوب الانفلات النفسي وليس الامني والبلطجية فقط هو المسيطر علي حياتنا!!. ومن اخطر مايحدث الآن فكرة التخوين التي اصبحت للاسف مسيطرة علي عقولنا وفكرناومنهجنا تجاه كل الآخرين عند البعض منا دون التفكير في وجود شريف واحد! فاصبح التخوين ليس ضد المذنبين فقط,, ولكن تجاه الابرياء لمجرد الظن او تصديق طوفان الشائعات والاقاويل واحيانا الاكاذيب التي تخضع للتهويل.... احذروا فلول النظام السابق والمربصين بالوطن.. انهم كثيرون حولنا.. انهم بيننا في كل مكان. ومن جميع الاحجام.. حقا متربصون بالوطن الذي سلبوه في غفلة منا ويريدون استعادته.. انهم يريدون لنا الخراب والتمزق.. ويدفعوننا نحو ذلك.. فاذا عدنا نحن الي الحق فيجب ان نواجه طيور الظلام واوضاعنا بالعدل والقوة.. لانه اذا كانت القوة بلا عدل جورا وعدوانا.. فان العدل بلا قوة ضعف وهوان.. ان حق الوطن علينا اليوم هو ان نترك كل شيء ولايكون هناك الا نداء الجهاد في العمل واتقان مانفعل بكل امانة وحرص وتضحية بكل المطالب.. كل في موقعه, نعمل ونتكاتف جميعا يدا واحدة في العمل المضني الشاق الدءوب. حينئذ سوف تعود مصرنا العزيزة الغالية الينا واحة الامن والامان والتقدم وكما كانت عبر العصور تاج العلاء ودرة الشرق وصانعة حضارة الانسان عبر الزمان..