عندى واحد صاحبى اسمه عادل ميعرفش يعنى إيه اعتذار. لا يمكن تِمسكه بيتأسف أو يعتذر. لو عادل غلط -وهو الصراحة غلاط- لا يمكن يقولك آسف أو معلش حقك علىّ أو يطيب خاطرك بأى شكل من الأشكال. بالنسبة له التأخير لساعات أو إنه يخلف وعده معاك هى أفعال عادية لا تستحق التوقف عندها. وبالتالى توقفت أنا وباقى أفراد الشلة عن عتابه وتوجيه اللوم له لأنه مجهود ضايع. عادل شايف أنه دايماً صح، حتى لو حس أنه غلط يحاول يقلب الترابيزة ويخرج نفسه بأى حجة. الحاجة اللى فاتت على عادل والناس إللى زيه إن الاعتذار هو جزء من بناء الثقة بين أى طرفين. لما الغلطان بيتأسف ده بيوصل أكتر من معنى؛ أولاً بيعترف أنه عمل حاجة غلط، وهو مستوعب ده، ثانياً وهو الأهم أنه بيدى ثقة للناس اللى حواليه أنه مش هيعمل كده فى المستقبل، وبكده يكون فيه طمأنينة إن الخطأ حالة استثنائية وتحمل المسئولية هو الطريقة الوحيدة لإعطاء فرصة تانية للمخطئ واحتفاظه بالثقة فى نفس الوقت، ده مبدأ إنسانى مهم جداً. المفاوضات الدائرة حالياً مع جماعة الإخوان المسلمين تتعارض بشدة مع هذا المبدأ. حتى الآن، ورغم فشل جماعة الإخوان الرهيب فى إدارة مصر العام الماضى، فإن الإخوان تلعب نفس لعبة صديقى عادل، لسان حال الإخوان كان دائماً أن انقطاع الكهرباء والمياه وتدهور الخدمات مش أزمة، الإعلان الدستورى من حقنا.. الاعتداء على المتظاهرين مبرر.. حصار المحكمة الدستورية عادى.. الأخونة مش حقيقة.. آه والشعب المصرى كله فوتوشوب ومحدش نزل الشارع فى 30 يونيو من وجهة نظر الإخوان. هذه الأخطاء زادت بعد عزل مرسى ولم تقل ولنا فى مظاهرات الأطفال بالكفن والاعتداء على الكنائس مثل وآية. كل ده وتقولى فى مفاوضات معاهم وصفقات وخد وهات؟! طيب حد سمع من الإخوان اعتذار عن المرار اللى شفناه منهم السنة اللى فاتت؟ محصلش. فى أى قيادة من القيادات طلعت للمصريين وقالت إحنا آسفين وأعلنت عن تغيير فكر جماعة الإخوان؟ ولا فى الأحلام. طول ما المتشددين أمثال محمود عزت ومحمد بديع وخيرت الشاطر على رأس الجماعة بفكرهم الانتهازى، وطول ما أعضاء الإخوان بيسمعوا الكلام من غير تفكير، مفيش أمل فى الناس دى. عمرك ما هتسمع منهم كلمة حق أبداً.. عمرك ما تشوفهم بيعتذروا عن اللى عملوه فينا. وهو ده أس المصايب. الشخص الذى لا يعتذر شايف نفسه صح. الذى لا يندم بيكرر الغلط تانى، مدام مفيش محاسبة داخلية وتغيير فكرى حقيقى يبقى ريما أكيد هترجع لعادتها القديمة. طيب نتفاوض معاهم علشان إيه؟ علشان يرجعوا للحياة السياسية؟ طيب ونثق فيهم إزاى؟ نطمن لوجودهم إزاى فى البرلمان؟ حضرتك متخيل الإخوان فى لجنة الأمن القومى فى البرلمان؟ أو عضو من الإخوان وزير للثقافة؟ أنا مش مع الإقصاء بالقانون، لكن أنا مع الإقصاء الشعبى لكل من أخطأ فى حق الناس والبلد ولم يندم ويصحح مساره. لو جماعة الإخوان عايزة ترجع تشتغل فى مصر ضرورى تبنى الثقة من خلال تغير الفكر وليس من خلال التفاوض والصفقات. لازم تصارح الشعب بأنها أخطأت وتترك للشعب القرار. المبدأ المفروض يكون ثابت: مفيش مسامحة من غير اعتراف.. ومفيش ثقة من اعتذار.