سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفاوضات: «مرسى» فى المنفى.. مقابل وقف العنف أمريكا تتبنى مطالب الإخوان بوقف الملاحقة القضائية للجماعة.. ومصر ترفض الإفراج عن المطلوبين جنائياً.. والعمليات الإرهابية تتراجع فى سيناء أثناء المفاوضات
شهدت الساعات الأخيرة سباقاً مع الزمن من جانب الوسطاء الغربيين والعرب، مع مصر، لحل أزمة الدولة مع الإخوان قبل عيد الفطر المبارك، وتقود أمريكا والاتحاد الأوروبى جهود الوساطة للوصول إلى صفقة ترضى جميع الأطراف بالتنسيق مع الإمارات العربية المتحدة وقطر، ونتيجة لتلك المفاوضات، هدأت الأوضاع نسبياً فى سيناء. وكشفت مصادر رفيعة المستوى، أن أمريكا تسعى إلى التمسك بفرصة بقاء تنظيم الإخوان على الساحة السياسية بعد انحسار وجوده على الساحة الشعبية، حرصاً على مصالح أمريكا فى المنطقة، وفى هذا الإطار قدمت واشنطن عدة مبادرات إلى مصر، تتضمن الإفراج عن محمد مرسى المحبوس 15 يوماً على ذمة التحقيق فى قضية «وادى النطرون»، وتخفيف الملاحقات الأمنية لقيادات الإخوان، مقابل التزام الجماعة بوقف العنف وفض اعتصاماتها. وحسب المصادر فإن السلطات المصرية رفضت فكرة الإفراج عن المحبوسين، وتتمسك بأن تأخذ العدالة مجراها خصوصاً فيما يتعلق بمن يواجهون اتهامات جنائية. ومن جانبهم يطالب الإخوان بالإفراج عن مرسى وبعض القيادات وعلى رأسهم خيرت الشاطر ومهدى عاكف ووقف ملاحقة المرشد محمد بديع، ولم تمانع فى استمرار التحقيقات مع باقى الكوادر. ولم ترفض الجماعة فكرة مغادرة مرسى البلاد، كما تطالب بتعيين رئيس وزراء توافقى تُسند إليه صلاحيات رئيس الجمهورية، غير أن مصر رفضت هذا واقترحت تعيين وزيرين من الإخوان فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى. وتتمسك السلطات المصرية بضرورة تجفيف منابع تمويل الجماعة من الخارج، وفرض رقابة قانونية على رؤوس أموالها غير المعلومة، وهو ما ترفضه الجماعة. وتتسق المعلومات التى حصلت عليها «الوطن» عن الصفقة، مع ما نشرته أمس صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية التى قالت إن واشنطن تقترح سماح الجيش المصرى بنفى المعزول محمد مرسى خارج البلاد بعد الإفراج عنه فى مقابل وقف أعمال العنف الحالية ووقف نزيف الدم. ونقلت عن مسئول كبير، لم تذكر اسمه، قوله إن «السعودية والإمارات، ستساهمان كوسيطين فى هذه الصفقة». وبالتزامن مع تلك المفاوضات، شهدت سيناء هدوءاً نسبياً لليوم الرابع على التوالى، حيث توقفت الهجمات بالأسلحة الثقيلة، واقتصرت الهجمات الإرهابية، أمس الأول، على إطلاق نار محدود على 3 نقاط أمنية بالعريش أسفر عن إصابة مجندين، فيما استشهد مجند ظهر أمس فى هجوم على قوة تأمين مبنى محافظة شمال سيناء، كما تعرض ضريحان بشمال سيناء، لهجوم من عناصر مسلحة. وقال عماد البلك، الناشط السيناوى، ومؤسس التيار الشعبى بسيناء، إن الترابط بين تراجع العمليات الإرهابية و المفاوضات الجارية بين قيادات الإخوان والقيادة السياسية بالقاهرة، يؤكد أن الإخوان يتحكمون بصورة أو بأخرى فى تحركات المسلحين.