انتقلت «الوطن» إلى طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، وحاولت دخول قطاع الهايكستب أو 25 يناير، لكن رجال الأمن رفضوا، فانتظرنا خروج أحد المجندين، حتى التقينا مع مجندين خرجا فى إجازة، ورصدا معاناتهم داخل معسكر 25 يناير، وحكيا لنا عن ظروفهم المعيشية، وحالتهم النفسية التى تدفع البعض منهم إلى محاولة الانتحار. «محمد ع»، 24 سنة مجند بالقطاع، بدا حزيناً وكست ملامح وجهه علامات القلق، فى البداية كان رافضاً الحديث، لاعتقاده أنه لا مفر من سوء الحالة التى يعيشونها، كمجندين، ثم تراجع وقرر سرد قصته، وقال: «أنا من كفر الشيخ والتحقت بالأمن المركزى منذ سنتين، لم أتمكن من الزواج، لأن راتبى لا يتعدى ال 200 جنيه، دول مابيكفوش سجاير، مافيش فلوس، لكن هعمل إيه ما فيش أصلا شغل حتى، الحمد لله إنى بشتغل، وادينا عايشين وخلاص». يستكمل محمد حديثه: «أحداث يوم السبت الماضى غيرت معاملة الضباط معنا عن الوقت السابق، أصبحوا يعاملونا بطريقة جيدة عكس قبل الحادث، وبدأوا يصرحوا لنا بأجازات كتير، أصبحت الأجازة 10 أيام فى الشهر بدلا من 5 فقط» وأضاف أن حياة مجند الأمن المركزى جحيم فالضباط يعاملونهم معاملة الحيوانات، فضلاً عن سبهم المستمر بأمهاتهم، ومن يعترض على هذه المعاملة يزج به فى السجن، أو يحرم من الأجازات، وتكثف خدماته لتصل إلى 16 ساعة فى اليوم، حتى يصل بهم الأمر أحيانا للنوم على الأرض أو واقفين على أقدامهم من شدة التعب. أما «مجدى و23 سنة، جندى بنفس القطاع» فقال: «أنا من الشرقية، وأيضاً لست متزوجاً، لأن راتبى 150جنيهاً، كيف أبدأ حياتى بهذا المبلغ، صحيح أن البنات كثيرة، لكن من سترضى بشخص يتقاضى هذا الراتب، وأيضاً أنا من أسرة فقيرة لا تستطيع مساعدتى على الزواج أو المعيشة، وأصبحت جندياً فى الأمن المركزى لأنى أعلم جيدا أنه لا توجد وظائف فى البلد». أضاف مجدى واصفاً محاولة انتحار صديقه: «زميلنا انتحر لأنه اتخنق من المعاملة، دول بيعاملونا معاملة الكفار، الضابط لو كان مزاجه مش مضبوط بيعاملك بشدة، مثلاً مرة كان القائد بتاعى متضايق رحت لقيته بيقولى ازحف على الارض من غير ما أعمل أى حاجة، لكن فى الوقت نفسه، فيه ضباط معاملتهم كويسة وبيعطفوا علينا وأحياناً بيعاملونى كإنى أخوهم يعنى زى ما الوحش موجود، المحترم موجود». وبالنسبة للحادث قال مجدى إنهم عندما علموا به تجمعوا وقرروا التعبير عن غضبهم، لأنه لا يمكن أن يستمر الحال كما هو عليه، «مينفعش كدة احنا بنى آدمين، رحنا قطاع الهايكستب وأخرجنا زملاءنا المحبوسين.