تؤثر التغييرات الهرمونية التي تمر بها المرأة أثناء الحمل علي حالتها المزاجية بشدة، لكن هذا التأثير يكون له تأثير مدمر علي الحياة الزوجية قد يؤدي إلى نهايتها. جيهان سمير، تحكي عن تجربة صديقتها المقربة التي حصلت علي الطلاق أثناء حملها بطفلها الأول، ثم عادت المياه إلى مجاريها، وما إن علمت بحملها الثاني حتي تكرر نفس السيناريو، وبالفعل حصلت علي الطلاق، وتقول:"حاولت نصحها بمراجعة طبيب نفسي، لكنها رفضت وتشعر الآن بالندم الشديد. هديل محمد، تؤكد أن اكتئابا أصابها أثناء فترة حملها بابنتيها، وكانت تبكي لأبسط الأسباب، وتقول:"طلبت الطلاق من زوجي أكثر من مرة، وتركت منزلي لأسباب لا أرى الآن أنها كانت تستحق هذا الغضب. نهى محمد، تقول:"إنها استاءت من الحياة بعيدًا عن أسرتها وأصدقائها رغم موافقتها في بداية الزواج علي الغربة، وطلبت الطلاق مع بداية الحمل لإحساسها بالضيق الشديد، خاصة وأن زوجها يتركها لساعات طويلة بالمنزل، ولم تفلح معهما حتى الآن محاولات الصلح. وعن نفسية المرأة خلال فترة الحمل، يقول د.أحمد التاجي أستاذ أمراض النساء والولادة والعقم بجامعة الأزهر:"بالفعل أثناء الحمل تحدث تغييرات هرمونية وجسمانية تؤثر علي الحالة النفسية للمرأة وتُغير في طبيعة ومزاج السيدة الحامل، والمقصود بالتغيير حدوث نوع زائد من العصبية والانفعال الغير مبررين، إضافة إلى الشعور بالاكتئاب، لافتاً إلى أن ذلك يحدث بدرجات متفاوتة بين سيدة وأخرى، وفقًا للظروف المحيطة. يكمل التاجي:"إن الفشل في إقامة العلاقة الزوجية أو القيام بمهام المنزل في بعض الأحيان أو الغيرة الزائدة وغيرها من الأمور قد تؤدي في نهاية الأمر إلي طلب الزوجة الطلاق، فبعضهن يهجرن فراش أزواجهن وينفرن من التعامل معهم. ويتابع:"أول نصيحة أقدمها لأي زوج في بداية الحمل هي أن يدلل زوجته بل يفرط في تدليلها ويكثر من العناية والاهتمام بها حتي يتمكنا سويًا من اجتياز هذه الفترة الصعبة، ولا أنصح بالاستجابة إلي طلب الزوجة الطلاق خلال شهور الحمل.