أعلنت وزارة الصحة ارتفاع ضحايا أحداث النصب التذكارى، إلى 38 قتيلاً، مما زاد ضحايا العنف فى أنحاء الجمهورية أمس الأول، إلى 46 قتيلاً و708 مصابين، خلال فعاليات ما عُرف بمليونيات التفويض الشعبية وجمعة الفرقان الإخوانية. وانتقل فريق من نيابات شرق القاهرة لمعاينة مكان اشتباكات النصب التذكارى، وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطنى والمخابرات العامة والمباحث الجنائية، وصرّحت بدفن جثث الضحايا، بعد انتداب الطب الشرعى لتشريحها، لمعرفة أسباب الوفاة. وقال الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء إنه يتابع التحقيقات، وتعهّد بمعاقبة أى متورط فى الأحداث، وكشف الحقائق أولاً بأول، كما التقى وزير الداخلية للاطلاع على كل ملابسات الاشتباكات. وقال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، فى مؤتمر صحفى، إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض الاشتباكات أمام النصب التذكارى، ولم تطلق رصاصة واحدة على أى متظاهر، لأنها غير مسلحة سوى بالغاز، مشيراً إلى أن الدم المصرى غالٍ، وأنه لن يلجأ إلى فض اعتصام رابعة أو النهضة بالقوة، بل بغطاء قانونى. وأضاف: الأحداث أسفرت عن وفاة 21 مواطناً وإصابة 14 ضابطاً، أحدهم برصاصة دخلت من عينه اليسرى وخرجت من رأسه، إضافة إلى 37 فرداً، مشيراً إلى أن حصيلة العنف فى رابعة العدوية حتى الآن من جانب المعتصمين وصلت إلى 6 قتلى، إضافة إلى 3 حالات تعذيب -بزعم أنهم عملاء لجهاز الأمن الوطنى- أدى إلى الوفاة، لدى معتصمى «رابعة»، و7 أخرى ما زال أصحابها على قيد الحياة، مناشداً الجميع التعقل وإنهاء الأزمة الراهنة وحقن الدماء. وقال «إبراهيم» إن من يملك قرار إيداع «مرسى» فى السجن، هو قاضى التحقيق، وبمجرد إصدار القرار سيجرى تنفيذه، مشيراً إلى أن القاضى الذى أصدر قرار الحبس لم يُحدد مكان الإيداع حتى الآن، لكن سجون الوزارة مستعدة، وغالباً ما سيجرى إيداعه فى سجن طرة. وشدّد على أن الوضع فى سيناء مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصراع السياسى الدائر حالياً، وأن الأمن فى سيناء حقق نجاحات طيبة جداً، وقال إن قوات الشرطة والجيش ستشن قريباً جداً حرباً شاملة ضد الإرهاب فى سيناء، ولن تتراجع إلا بعد القضاء عليه بشكل نهائى. وكشف عن فحص 70 طالباً إخوانياً فى كلية الشرطة حالياً، لاتخاذ الإجراء القانونى المناسب، مشيراً إلى أنه كان مصراً على عودة النشاط السياسى إلى قطاع الأمن الوطنى، لأن الداخلية لن تؤدى واجبها على الوجه الأمثل، دون وجود إدارات لمتابعة الإرهاب والأنشطة المتطرّفة، موضحاً أنه أمر بإعادة عدد من ضباط أمن الدولة الأكفاء إلى قطاع الأمن الوطنى مؤخراً لحاجة الداخلية إليهم. ورفضت حركة «إخوان بلا عنف» قبول دعوة للقاء أعضاء بمكتب الإرشاد، لمناقشة الأحداث الراهنة، احتجاجاً على سقوط عشرات من شباب التنظيم ضحايا للتصرفات غير المسئولة للقيادات الإخوانية، حسب قولها. وقال الدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، إن أحداث النصب التذكارى، وقعت نتيجة لعدم احترام الإخوان إرادة الشعب. وفى المقابل، وصف تنظيم الإخوان وحلفاؤه فى بيان مشترك ما جرى فى «رابعة» ب«المذبحة المروعة». وقال ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية فى بيان: «لا يمكن أن نوقّع شيكاً على بياض لأحد فى سفك دم برىء باسم محاربة الإرهاب».