منذ بداية الأزمة القطرية، في 5 يونيو الماضي، بإعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قطع علاقتهم الدبلوماسية مع الدوحة، لدعمها للإرهاب، وتسعى عدة دول لإنهاء الأزمة كالكويت وسلطنة عُمان، ثم بريطانيا التي دخلت على خط الأزمة، مطلع الأسبوع الحالي، بزيارة وزير خارجيتها، بوريس جونسون، السعودية والكويت، لبحث تطورات الخلاف الخليجي وسبل احتوائه ودعم وساطة دولة الكويت ومساعيها لرأب الصدع. وفي هذه الأثناء، سعت أمريكا أيضا لاحتواء الأزمة، حيث زار وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، اليوم، العاصمة القطريةالدوحة، وأجرى تيلرسون مباحثات مع "الأمير النيجاتيف"، ووزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وذلك بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ محمد عبد الله الصباح. ويرى الدكتور أيمن سمير، استاذ العلاقات الدولية، أن تلك الوساطة الأمريكية لن تتمكن من حلّ الأزمة بشكل قاطع، حيث تتجه لتكون إبراء لذمتها أمام الدول العربية جميعا، لرغبتها في أن تستجيب قطر للمطالب الستة ووقف تمويل الإرهاب بضغط من الدول العربية المقاطعة وليس منها، حفاظا على العلاقات الأمريكيةالقطرية. وأضاف سمير، ل"الوطن"، أن هناك عدة دول تسعى للوساطة خلال الفترة المقبلة، حيث إن فرنسا سترسل وزير خارجيتها الأسبوع المقبل، فضلا عن طلب وزير الخارجية القطري من نظيره الإيطالي التدخل لحلّ الأزمة، فضلا عن إبداء روسيا والصين استعدادهم للوساطة من قبل لتهدئة الأوضاع، مؤكدا أن تلك الوساطات لن تأتي بثمارها وتتمكن من إنهاء الأزمة. ووافقه في الرأي، الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والخبير في شئون الشرق الأوسط، قائلا إن سبل حل الأزمة تكمن في الرياض والسعودية وقطر فقط، أي أنها من الأراضي العربية وليس في الدول الغربية، مشيرا إلى أن ذلك هو نفسه رأي أنور قرقاش، وزير الخارجية الإماراتي، الذي سبق أن صرح به. وتابع فهمي أن قطر لن تسمح بإنجاحها وستتجه للمراوغة وسياسة إزدواجية الخطاب التي تتبعها دائما في علاقتها مع الغرب، بتصدير فكرة أنها محاصرة وأن المقاطعة تهدف لإفقار الشعب القطري وأنها ليست داعمة للإرهاب، مؤكدا أن الدوحة ستسعى لإشعال الأزمة وتصعيدها.