الدول المقاطعة لقطر تصر على موقفها ب«اجتماع جدة»

بحثت دول المقاطعة العربية لقطر الأزمة الخليجية، الأربعاء، بمدينة جدة السعودية، مع وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، الذى يواصل جولته فى المنطقة للتوصل إلى حل للأزمة.
وشارك فى الاجتماع سامح شكرى، وزير الخارجية، ووزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، ووزير الخارجية البحرينى، خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير الدولة لشؤون الخارجية الإمارتية، أنور قرقاش، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتى محمد عبدالله المبارك الصباح.
يأتى الاجتماع وسط إصرار مصرى سعودى بحرينى إماراتى على ضرورة تغيير سلوك قطر ودعمها للإرهاب، إذ استبقت الدول الأربعة اجتماع جدة بتأكيدها أن اتفاق الولايات المتحدة وقطر بشأن تمويل ومكافحة الإرهاب «لا يمثل استجابة كافية لمخاوفها».
وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، الأربعاء، إن سامح شكرى، شارك فور وصوله مدينة جدة فى جلسة مشاورات، ضمت ممثلى الدول العربية الأربعة الداعمة لمكافحة الإرهاب. وأضاف أن المشاورات عقدت قبيل الاجتماع الذى دعت إليه السعودية لممثلى الدول الأربعة مع «تيلرسون».
وبحث العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى قصر السلام بجدة، مع تيلرسون، الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وتمويله.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن تيلرسون نقل لخادم الحرمين الشريفين تحيات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وبادله الملك سلمان تحياته لترامب، كما بحث وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الأزمة القطرية وتطورات الأوضاع فى المنطقة، مع نظيره الأمريكى قبل اجتماع جدة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن تيلرسون يواجه مهمة صعبة تتمثل فى إقناع الدول العربية بإنهاء مقاطعة قطر. وقال مسؤول إماراتى بارز، قبيل محادثات جدة، إن أى حل للخلاف يتعين أن يعالج جميع المخاوف التى أشارت إليها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، ومنها تقويض الدوحة لاستقرار المنطقة.
كانت دول مكافحة الإرهاب الأربعة أكدت، فى بيان مشترك، مساء الثلاثاء، أنه لا يمكن الوثوق بأى التزام يصدر عن قطر فى ظل سياساتها القائمة.
وأضاف البيان: «تثمن الدول الأربعة جهود الولايات المتحدة الأمريكية فى مكافحة الإرهاب وتمويله والشراكة المتينة الكاملة فى صيغتها النهائية المتجسدة فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى شكلت موقفا دوليا صارما لمواجهة التطرف والإرهاب أيا كان مصدره ومنشؤه».
وتابع: «توقيع مذكرة تفاهم فى مكافحة تمويل الإرهاب بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات القطرية نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية، من قبل الدول الأربعة وشركائها بوقف دعمها للإرهاب هى خطوة غير كافية وسنراقب عن كثب مدى جدية السلطات القطرية فى مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه».
كان «تيلرسون» قال إن الاتفاق الذى تم توقيعه مع نظيره القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى كان قيد النقاش منذ شهور، وأضاف أن «الاتفاق الذى وقعاه نيابة عن الحكومتين يجسد أسابيع من المناقشات المكثفة بين الخبراء ويعزز روح قمة الرياض» فى مايو الماضى.
وقال وزير الخارجية القطرى إن الاتفاق ليس له صلة بالأزمة مع الدول العربية الأربعة، وأضاف: «اليوم قطر هى أول من يوقع على برنامج تنفيذى مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب».
وفى سياق متصل، قال مندوب مصر، خلال اجتماع للتحالف الدولى لمكافحة الإرهاب بواشنطن، الثلاثاء، بقيادة الولايات المتحدة، إن التحالف يجب ألا يضم دولا تدعم الإرهاب، مثل قطر، وقال مسؤول أمريكى مطلع على المشاورات، خلال الاجتماع إن «دول مجموعة العمل الأخرى رفضت المطلب المصرى»، وأضاف المسؤول إن «الإرهاب مشكلة عالمية تستلزم ردا عالميا، وجميعنا لدينا عمل ينبغى إنجازه».
وبينما يواصل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جهود الحثيثة فى الوساطة لحل الأزمة، قالت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» إن أمير الكويت عبر عن «شعوره بالمرارة» إزاء ما وصفه بالتطورات التى لم يسبق لها مثيل فى منطقة الخليج، لكنه قال إنه يعتزم المضى قدما فى جهود الوساطة. ورأى أنور قرقاش أن هناك فرصة «فريدة من نوعها» لتغيير مشروع قطر «الشخصى»، منذ عام 1995 فى المنطقة.
وأضاف «قرقاش» فى تغريدات على «تويتر»، مساء الثلاثاء، إن أزمة قطر تتمحور حول غياب الثقة، والتطرف والإرهاب، وتقويض الاستقرار الإقليمى، وأنه يجب أن يتعامل حل الأزمة مع كل ما سبق.
وفى الوقت نفسه، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن وزير الخارجية جان إيف لو دريان سيزور قطر والسعودية والكويت والإمارات يومى 15 و16 يوليو الجارى، فى إطار جهود لتخفيف التوترات فى منطقة الخليج.