صعّدت الجماعات الإرهابية هجماتها المسلحة على مدن شمال سيناء أمس الأول، وهاجم المسلحون كمائن للشرطة والجيش فى الشيخ زويد ورفح والعريش، واشتبكوا مع الشرطة لفترات متقطعة على مدى 12 ساعة، ما أسفر عن استشهاد مجند وعريف شرطة ومدنى، وإصابة 5 هم ضابط و3 مجندين ومواطنة. بدورها، سرّعت القوات المسلحة تحركاتها استعدادا لشن عملية موسعة ضد الإرهابيين، ووصلت تعزيزات عسكرية وقاذفات للصواريخ إلى مدينة العريش، فيما نقلت قوات الأمن كافة الأسلحة من أقسام الشرطة إلى معسكر الأمن المركزى. وفتح مسلح النار، ظهر أمس، على مجند يعمل سائقا بقطاع الأمن المركزى بالعريش، أثناء توقفه أمام مستشفى العريش المركزى، ما أدى لاستشهاده فى الحال. كانت هجمات الإرهابيين أمس الأول، بدأت قبل أذان المغرب بنحو ساعتين، وهاجم مسلحون كمين «أبوطويلة» بالشيخ زويد بالأسلحة الثقيلة، ما أدى لاستشهاد المواطن رائد حجاب 32 عاماً، بطلق نارى فى الصدر أثناء مروره مصادفة أمام الكمين، وإصابة الملازم حسام محمد دسوقى، 23 عاماً، بطلق نارى فى الساقين. وقال شاهد عيان، إن رائد حجاب كان يقود سيارة «جامبو» كبيرة، وحاول الفرار باتجاه معاكس من أمام كمين «أبوطويلة» بعد مهاجمة مسلحين الكمين، ولكنه أصيب برصاصة ولقى مصرعه فى الحال. وقال مصدر أمنى بشمال سيناء إن 3 كمائن أمنية بالعريش والشيخ زويد تعرضت للهجوم فى توقيت واحد، قبل أذان المغرب، حيث هاجموا كمائن أبوطويلة والخروبة بالشيخ زويد وكمين المزرعة بالعريش، ما أدى لإصابة 3 مجندين وتم نقلهم لمستشفى العريش للعلاج. وتصاعدت هجمات الإرهابيين المسلحة على الأكمنة الأمنية بعد صلاة العشاء، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وقال مصدر أمنى إن المسلحين أطلقوا النار بشكل مكثف على كمين الصفا جنوبالعريش، وبادلتهم القوات إطلاق النار، ما أدى لاستشهاد عريف شرطة محمد محمد قطب بطلق نارى فى الصدر. وأصيبت المواطنة عواطف هشام مصطفى، فى هجوم مسلح على قسم ثالث العريش، وتصدت قوات الأمن لمحاولة مسلحين اقتحام مبنى الإذاعة بحى المساعيد بالعريش، وطاردت طائرة أباتشى المسلحين الذين لاذوا بالفرار يستقلون سيارة دفع رباعى. وقال مصدر أمنى إن كمين الريسة بالعريش تعرض ل6 هجمات متتالية بالأسلحة الثقيلة، كان آخرها قبل أذان الفجر، دون أن تسفر عن وقوع إصابات بين أفراد الكمين الذين تحصنوا داخل المدرعات والمجنزرات، واشتبكوا مع المهاجمين. كما شن المسلحون سلسلة هجمات متزامنة استهدفت أكمنة العبور والمزرعة ومطافى العريش، فى الوقت الذى حلقت فيه طائرة أباتشى فوق سماء مدينتى العريش والشيخ زويد، لمطاردة العناصر الإرهابية. وتصدت القوات الأمنية فى المساعيد بالعريش لمسلحين يستقلون سيارة دفع رباعى، حاولوا مهاجمة كنيسة «مار جرجس»، ولكن دون وقوع إصابات، حسب شهود عيان من حى المساعيد. وفى مدينة رفح، أطلق مسلحون ثلاث قذائف «آر بى جى» على كمين تابع للقوات المسلحة، بجوار مسجد الزهراء بحى البراهمة برفح، وسقطت إحدى القذائف على منزل مجاور للكمين فأدت إلى سقوط أجزاء من سور المنزل. وأطلق المسلحون النار على نقاط تمركز للجيش، بمنطقة أبوزعرب وحى الصفا، وقال شاهد عيان إنه سمع صوت انفجارات ضخمة وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة. وفى الشيخ زويد سُمع دوى انفجار وإطلاق نار كثيف على كمين البوابة بمدخل المدينة، وقامت القوات الأمنية والقناصة المرابطون فوق القسم بالرد على مصادر النيران. إلى ذلك، أكد مصدر أمنى بشمال سيناء أن تعزيزات عسكرية وصلت سيناء، فجر أمس، عبارة عن قاذفات صواريخ، وعدد من المدرعات والمجنزرات العسكرية. وكشف مصدر سيادى عن عقد اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، اجتماعا مغلقا مع قادة الأفرع، ورجح المصدر أن يكون الاجتماع لوضع اللمسات النهائية، قبل البدء فى العملية العسكرية الشاملة، لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية. وقالت مصادر متفرقة إن قوات الشرطة نقلت جميع الأسلحة من أقسام الشرطة لمعسكر الأمن المركزى بالعريش، استعدادا لشن عملية عسكرية كبيرة ضد المسلحين. وفى سياق متصل، شيع المئات من أهالى مدينة العريش، أمس الأول، جنازة الشهيد محمد فيصل صابر الشريف، الذى استشهد فجر الأحد، فى إحدى الهجمات التى استهدفت كمينا للجيش. وانطلقت الجنازة من مسجد الرفاعى بوسط المدينة، وندد المشيعون بالإرهاب، مطالبين الدولة بالتدخل وحسم الصراع مع الإرهاب. ومن جانبها، اتهمت بعض الأحزاب والتيارات الإسلامية بشمال سيناء والذين أطلقوا على أنفسهم «تحالف القوى الوطنية بشمال سيناء»، الموساد الإسرائيلى، بأنه وراء الإرهاب الذى تشهده سيناء، للوقيعة بين أبنائها وقواتها المسلحة، مؤكدا على حرمة الدم المصرى من أبناء الوطن الواحد مدنيين أو عسكريين. وأكد التحالف إصرار القوى الإسلامية على الاستمرار فى الوقفات والمسيرات والاعتصامات السلمية وعدم الانجرار لأى أحداث عنف، وحمّل الأجهزة الأمنية مسئولية الكشف عن الجناة الحقيقيين وراء هذه الأحداث. واستنكر الموقعون على البيان الاعتقالات العشوائية وانتهاك حرمات البيوت وأداء الإعلام المصرى عامة، وأداء بعض الإعلاميين المحليين فى إخفاء الحقائق والتعتيم المتعمد لحركة الشارع السلمية بكل طوائفه وتياراته. وقع على البيان أهل السنة والجماعة والإخوان المسلمون والجبهة السلفية وحزب الحرية والعدالة وحزب العمل وحزب الوسط ولجنة حماية الثورة ورابطة شباب وسط سيناء.