دخلت أزمة العاملين بمستشفى الرمد بمحافظة دمياط يومها الثالث على التوالى، وذلك بعد إعلان هيئة التمريض والأطباء الاعتصام المفتوح، وذلك إثر صدور قرار بإغلاق المستشفى ونقله لمدينة شطا، التى تقع على حدود محافظة بورسعيد، وإجبار الممرضين والأطباء على الانتقال، وهو ما استنكره جميع الممرضين والأطباء عدا عدد من الأخصائيين، الذين تضامنوا مع المعتصمين والنواب، وذلك لما لهذا المستشفى من أهمية، حيث إنه الوحيد المتخصص فى طب وجراحة العيون بالمحافظة، ومكانه الجديد يعتبر شديد الخطورة من الناحية الأمنية، يأتى هذا بعد تهديد وكيل وزارة الصحة بدمياط للمعتصمين بالاستعداد واخلاء المقر القديم للمستشفى والانتقال على الفور لمقر المستشفى الجديد. من جانبها، أرجعت رشا بركات إحدى الحكيمات بالمستشفى ل"الوطن"، أسباب رفضهم للانتقال إلى شطا لأعمال الشغب وتجارة المخدرات والقتل التى تنتشر بهذه المدينة، التى لا يأمن الفرد على التجول فيها بعد الظهر، مشيرة إلى الأسباب التى أكدها المسؤولين بأن سبب النقل هو أن مبنى المستشفى آيل للسقوط، وهو ما نفته التقارير الهندسية. وأضافت بركات، "لن أنتقل أنا وزميلاتى لشطا مهما حدث، وذلك بسبب أعمال الشغب، فنحن بالعاصمة نستقبل ما لا يقل عن خمسمائة حالة يومياً بالعيادة الخارجية، خلاف الحالات الأخرى والجراحات التى تستمر 24 ساعة، فإذا انتقلنا للمكان الذى يريدون أن ننتقل إليه فكيف سيأتى إلينا مريض فى الرابعة فجراً فى هذا المكان المهجور؟". وأشارت بركات للقاء الذى جمع الممرضات بوزير الصحة ومدير إدارة الرمد الأربعاء الماضى وحدثنا عن توفير وسائل مواصلات وإرسال لجان هندسية للبت فى إمكانية استمرار المبنى القائم من عدمه. وأضافت فتحية السيد، إحدى الممرضات، "عندما طالبنا المسؤولبن بضمانات بأن نظل مكاننا ولن ننتقل منه، كانت الردود "لن يحدث ذلك" بسبب أن الأرض تم بيعها لأحد البنوك، وردود أخرى بأن المبنى ملك الأهالى ولم نعد نعلم أين الحقيقة". وأضافت نهلة درويش، إحدى الممرضات، إذا أصرت الإدارة على نقلنا لشطا سنرفض ولابد أن ينتقل كل منا لمستشفى قريب من محل إقامته. وأبدى الأطباء والممرضون استياءهم من موقف نقيب الأطباء د.عبده البردويل، الذى يشغل منصب رئيس حزب الحرية والعدالة فى ذات الوقت، حيث وافق على نقل كافة العاملين لشطا، ورفض كافة طلباتهم بعدم النقل، وقال بالحرف الواحد "بصوا تحت رجليكم"، بالإضافة لأسلوب التهكم والسخرية من طلباتهم بعدم النقل وخشيتهم على أنفسهم من هذا المكان غير الآمن، وعندما قالت له الممرضات "يعنى لو بنتك تقبل عليه الموقف ده؟"، رد قائلاً: "آه أقبل وفيها إيه حتى لو مفيش أمن خالص على المستشفى؟"، فيما كان رد حمدى حواس، وكيل مديرية الصحة: "اعتبروا المستشفى الجديدة دى بيتكم ومفتاحها فى جيبكم". من ناحية أخرى، تساءل الدكتور محمود الجمل، أحد المعتصمين، "لماذا سيتم نقلنا حالياً؟ فأنا من سكان الدقهلية وبعمل فى دمياط وبجى كل يوم عشان شغلى، على أى أساس اركب مواصلتين زيادة واشتغل فى مكان لا يعلم به إلا الله؟"، مؤكداً رفضهم لقرار النقل، موجهاً رسالة لنقيب الأطباء قائلاً: "لو مكنتش هتخلى بالك من الأطباء اللى انتخبوك امشى أحسن".