سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التربح من وراء جمعية «ابدأ» وجمع أموال لمشروعات وهمية.. اتهامات تنتظر حسن مالك القيادى الإخوانى استغل رحلات «مرسى» الخارجية لاستقطاب مستثمرين تحت نفوذه
كتبت - عصمت كاظم: يستعد عدد من رجال الأعمال، غير المنتمين لجماعة «الإخوان المسلمين»، لتقديم بلاغات إلى النائب العام ضد حسن مالك، القيادى فى الجماعة، بسبب جمعه أموالاً بغرض استثمارها فى إقامة مشروعات فى سيناء والصعيد، دون أن ينفذ أيا منها، ولا أحد يعرف مصير ما جمعه من أموال تحت غطاء الجمعية المصرية لتنمية الأعمال، المعروفة اختصاراً ب«ابدأ»، والتى كانت تمثل الذراع الأهلية لجماعة الرئيس المعزول محمد مرسى، وتضم فى عضويتها أكثر من 600 رجل أعمال من صقور «الإخوان»، واتخذت من تمكين الشباب فى ريادة الأعمال مظلة لها، وذلك فى وقت تسلمت فيه النيابة العامة تقريرا عن معاملات مالية لقيادات من «الإخوان»، بينهم حسن مالك وآخرون، حول استغلال نفوذهم لتحقيق صفقات تخدم مصالحهم الشخصية وتعاملات مع شركات وهمية. وكان حسن مالك قد أعلن، قبيل انتخابات الرئاسة الماضية، تأسيسه لجمعية «ابدأ» فى حفل دعا إليه أكثر من 1000 رجل أعمال، وظن البعض وقتها أن الجمعية ستستقطب وتحتوى أفكار الجميع، بغض النظر عن الانتماءات السياسية للحضور، إلا أن ما حدث بعيداً عن أضواء الحفل الكبير كان مخالفاً للمأمول، حيث قبلت الجمعية عضوية أعضاء الجماعة أولاً وبقى على قائمة الانتظار أكثر من 700 طلب عضوية ظلت معلقة، ولم يتوقف توغل رجل الأعمال حسن مالك، داخل دهاليز الاقتصاد عند حد، واختاره الرئيس المعزول محمد مرسى ليكون رئيس ما يسمى «لجنة تواصل» الرئاسية، المعنية بتقريب وجهات النظر وعرض مشكلات صناع وتجار مصر على الرئيس، وضمت تلك اللجنة فى عضويتها 20 رجل أعمال، 70% منهم ينتمون لجماعة «الإخوان» أو منحازون إلى أفكارها أو يدعمونها من وراء الستار. وجاء الاختبار الأول لقدرات حسن مالك، حين قرر الرئيس المعزول محمد مرسى أن يزور الصين، وكلف القائمين على «لجنة تواصل» بترتيب قائمة بوفد من رجال أعمال، ليرافق رئيس الجمهورية فى أولى زياراته الرسمية الخارجية، ووجه «مالك» الدعوة لعدد كبير من رجال الأعمال، دون النظر إلى انتماءاتهم السياسية، لكن الرحلة إلى الصين لاقت شكاوى من الوفد المرافق للرئيس المعزول، لكن خطة تمكين حسن مالك داخل مؤسسة الرئاسة نجحت. وعلمت «الوطن» من مصدر بلجنة «تواصل» الرئاسية، فضل عدم ذكر اسمه، أن رحلة الصين هذه جمع حسن مالك لأجلها من كل 84 رجل أعمال 4.5 ألف دولار، وما جمعه إجمالا يعادل أكثر من 3.5 مليون جنيه، دون أن تحقق الرحلة فوائد للاقتصاد، واكتفى محمد مرسى بإتمام اتفاقية كان قد أبرمها قبله الرئيس السابق حسنى مبارك، تتضمن حزمة مساعدات صينية. نفس الوضع والنتائج تكرر فى رحلات «مرسى» التسع التى أدار حسن مالك العدد الأكبر منها بواسطة الرجال التنفيذيين بجمعيته «ابدأ»، خاصة رحلة البرازيل التى تكلفت نفس المصروفات تقريباً، ولكن هذه الرحلة سيطر عليها عدد من رجال الجماعة وتحملت مؤسسة الرئاسة جزءا كبيرا من نفقاتهم، فيما تحمل رجال الأعمال غير المنتمين لجماعة الإخوان كامل نفقاتهم، فالأولوية كانت للأعضاء فى «ابدأ» والمنتمين للجماعة. من جانبه، يقول جلال الزوربا، رئيس اتحاد الصناعات المصرية، إن المتابع لحركة عضوية رجال الأعمال فى التنظيمات الأهلية، يجد أن «ابدأ» كانت مؤهلة لإصدار نسخة ثانية من دولة رجال الأعمال، خاصة بعد إعلان قائمة كبيرة من أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل توبتهم عن العمل السياسى، ولكن على طريقتهم الأولى، أى داخل محراب حزب «الحرية والعدالة» من خلال العضوية الجديدة بجمعية «ابدأ». فى السياق ذاته، أكد الدكتور ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن جماعة «الإخوان»، أن جمعية «ابدأ» بالفعل انتهت قبل أن تبدأ، مؤكدا أن حسن مالك أسس تلك الجمعية لخدمة مصالح رجال الأعمال الإخوان مع الحكومة. وفجر «الخرباوى» مفاجأة إذ أكد أن عددا كبيرا من رجال الأعمال سيتقدمون خلال أيام ببلاغات إلى النائب العام ضد حسن مالك، يتهمونه بالتربح تحت مظلة تلك الجمعية، خاصة أنه جمع أموالا كثيرة لاستثمارها فى مشروعات، زعم أنها تنموية وذات عائد استثمارى كبير، مستنداً إلى حصوله على مساحات كبيرة من الأراضى داخل سيناء لا تقل عن 2 مليون متر مربع إضافة إلى أراضٍ فى الصعيد. كما كشف «الخرباوى» عن مخطط «مالك» و«الشاطر» لإنشاء قرى سياحية فى سيناء، إضافة إلى بناء جامعة تخدم المصريين والفلسطينيين، خاصة أهل غزة، لتكون الباب الشرعى لتكوين كتائب شبابية لخدمة أهداف الجماعة داخل سيناء، وأشار «الخرباوى» إلى أن خطة «مالك» عبر مظلة «ابدأ» كانت تهدف أيضاً إلى تكوين علاقات قوية بالشركات العالمية مثل «شل» للبترول، وعلى خلفية ذلك جمع أموالا طائلة من رجال أعمال، بدعوى الاستفادة من مشروع تنمية إقليم قناة السويس، الذى سعت حكومة «قنديل» لتمريره لإنقاذ «مالك» من الضغوط التى يتعرض لها. يشار إلى أن حسن مالك كان دائم الحرص على تمرير ملف المصالحة مع رموز الحزب الوطنى المنحل، وجمعته لقاءات عديدة مع رجال أعمال من الإسكندرية، منهم أحمد الوكيل ومحمد فرج عامر ومحمد صبرى، وكيل جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، وكل من رجال الأعمال ونواب الحزب الوطنى السابقين خالد خيرى ومحمد مصيلحى وممدوح حسنى وعلى سيف ومجدى عفيفى.