سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أساتذة تاريخ: "الإخوان" تعاملوا مع ثورتي "يوليو" و"يناير" على أنهما "غنيمة" عفيفي: بعد ثورة "يوليو" استغلوا حل الأحزاب السياسية وحاولوا الهيمنة على الدولة .. وبعد ثورة "يناير" سعوا ل"أخونة" مصر
"يحاولون السطو علي أكبر قدر من المكاسب لصالح جماعتهم ثم يبدأون في حملة يقومون من خلالها بمحاولة إقناع المصريين أنهم من دعوا للثورة وقاموا بها".. هكذا حلل أساتذة تاريخ مواقف جماعة الإخوان خلال ثورتي يوليو 1952 وثورة 25 يناير 2011 ، مشيرين إلى أن الجماعة استخدمت في الثورتين الأساليب ذاتها وإرتكبت الأخطاء عينها، وأنهم تعاملوا مع الثورتين على أنهما غنيمة يجب الاستيلاء عليها، مؤكدين أن التاريخ سيذكر أن بعد ثورة يوليو بعامين تم حل الجماعة، وبعد ثورة يناير بعامين أيضا ثار الشعب المصري على الإخوان وأسقطهم. يقول الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر ورئيس قسم التاريخ جامعة القاهرة "الإخوان كانوا دائما يحرصون على ألا يظهروا في شكل حزب سياسي، وبالتالي لا يضطرون للدخول في معارك تنظيمية مع الأحزاب السياسية الأخرى الموجودة على الساحة، وهذا أفادهم كثيرا عندما قامت ثورة يوليو وتم حل الأحزاب السياسية، كانت جماعة الإخوان حينها هي المستفيد الأكبر من ذلك، وتصوروا بعدها أن الساحة خلت لهم تماما، وبدأوا يشيعون أنهم من دعوا للثورة وأن الضباط الأحرار الذين قاموا بالانقلاب هم أعضاء في الجماعة بل وأشاع البعض منهم أن جمال عبد الناصر من الإخوان أيضا، والحقيقة أن الضباط الأحرار كانت لهم اتصالات سرية بكل القوي المناهضة للنظام السابق، ولم يقتصر الأمر على جماعة الإخوان كما زعموا، بل كانت هناك اتصالات بضباط من الشيوعيين والمنتمين لمصر الفتاة وغيرهم من كل التيارات والاتجاهات. وأضاف عفيفي "اعتقد الإخوان بعد قيام ثورة 1952 أنهم سيسيطرون على مقاليد الحكم، وما زاد من قوة اعتقادهم هو ثقتهم الزائفة في أن الشارع المصري معهم، بل إنهم كانوا يتصورون أنهم القوة الرئيسية في الشارع وأنهم وحدهم المخول لهم سلطة التعبير عنه، بخاصة بعد أن سمحت لهم الثورة بحرية التحرك بعلنية، لكن الإخوان بطبعهم ليسوا جماعة ثورية، فهم يفضلون فكرة الإصلاح عن الثورة، وبالتالي شعروا بعد ثورة يوليو أن المد الثوري سيجعلهم يخسرون تواجدهم، فحاولوا الهيمنة بكل ما أوتوا من قوة ولكنهم اصطدموا بقادة الثورة ومنهم جمال عبد الناصر، وتم حل جماعة الإخوان بعدها بعامين، والغريب أن الشىء ذاته حاول الإخوان فعله بعد ثورة 25 يناير، فلم يعيروا المد الثوري والمطالب الثورية أي اهتمام وتمادوا في الكبر والعند، ما جعلهم يخسرون تاريخهم الطويل كله بعد الثورة بعامين أيضا. ويرى عفيفي أن الإخوان بعد ثورة يناير حصلوا علي المكاسب ذاتها التي حصلوا عليها بعد ثورة يوليو، وأهمها بالنسبة إليهم هي فكرة السماح بعلنية التنظيم، ولكنهم بعدها حصلوا عل رئاسية مجلسي الشعب والشورى، وسيطروا على غالبية وسائل الإعلام الحكومية، ثم هيمنوا على مفاصل الدولة وحاولوا أخونتها بالكامل بعد تولي الدكتور محمد مرسي الرئاسة. يستطرد عفيفي "لو نظرنا إلى أداء الإخوان في الثورتين سنجد أن محاولتهم الهيمنة، والحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب هو السبب في الخسارة الفادحة التي تعرضوا لها في المرتين، وهذا يعني أنهم لا يغيرون من معتقداتهم التي تجعلهم يحابون من أجل أن يكونوا رقم "1" دائما، بغض النظر عن الوسائل أو النتائج والخسائر". أما الدكتورة زبيدة عطا أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، فتقول "بعد ثورة يوليو حاول الإخوان السيطرة على الوزارات وعلى عبد الناصر نفسه، وأرادوا أن يتعاملوا مع الثورة على أنها غنيمة، وأن عليهم أن يأخذوا منها أكبر قدر من المكاسب، حتى أنهم أرادوا أن يقيموا وصاية على الثورة، وأن لا يتم اتخاذ أي قرار من قبل الضباط الأحرار إلا بعد الرجوع إليهم، ولم يجد عبد الناصر أمامه حينها إلا أن يتحفظ على قياداتها في السجون". تضيف عطا "ومن المفارقات التي تذكر بعد ثورة يوليو أن الإخوان حاولوا نسب الثورة لأنفسهم، بل إن الشيخ أحمد الباقوري والذي كان أحد قيادات الإخوان، ذكر في كتاب له أن الشيخ الهضيبي مرشد الجماعة حينها كان يعرف موعد قيام الثورة، وأن الزعيم جمال عبد الناصر طلب منه أن تتصدى جماعته لحماية المرافق العامة والطرق، ولكن الهضيبي رفض ذلك، الأمر الذي رفضه الهضيبي لعدم تشجيعه للانقلاب العسكري، بل إنه – الهضيبي – بعدها طلب من الباقوري أن يثني في اجتماعاته على الملك وولي العهد، وبذلك يمسكون العصاه من المنتصف فإذا فشلت الثورة لا يغضب عليهم الملك". وتضيف عطا "قبل قيام ثورة يناير أعلنت جماعة الإخوان أنها لن تشارك، وهذا مسجل بالصوت والصورة على لسان بعض قياداتها، وبرغم ذلك فوجئنا بعد أن نجحت الثورة بأنهم يروجون إلى أنهم هم من حموا الثورة، وأن بدونهم الثورة والثوار كان مصيرهم السجون والمعتقلات، وأنه لا يوجد أي فصيل أو قوى سياسية تستطيع الحشد لأي ميليونيات بدونهم، وتراجعوا بعدها عن فكرة عدم تقديم مرشح إخواني للانتخابات الرئاسية، وبعدما ساعدهم الثوار الحقيقيون في الوصول إلى الحكم، ولكنهم لم ينفذوا أيا من الوعود التي تعهدوا بها أمام الشعب المصري، بل حاولوا السيطرة والهيمنة من أجل مصالح الجماعة فقط، وهذا يؤكد أن مشاركتهم المتأخرة في الثورة لم تكن من أجل المشاركة وإنما من أجل القفز على مكتسبات الثورة ومحاولة نسبها إليهم، لكن التاريخ أبى أن يترك لهم هذه الفرصة وعادت الثورة لتطيح بهم من جديد".