ماذا يريد الإخوان المسلمون؟.. يواصلون اعتصامهم فى رابعة العدوية، يجمعون الحشود من أنصارهم والمتعاطفين معهم والفقراء والمحتاجين واللاجئين من سوريا والعراق وكل واحد له طريق وثمن.. يقطعون الطرق، ببضع مئات أو آلاف، حتى تبدو القاهرة مشلولة، فيصرخون: أنصار مرسى بالملايين.. يتحرشون بالشرطة والقوات المسلحة، يبحثون عن الموت للفقراء والمخدوعين حتى يصرخوا للعالم: الجيش يقتل أنصار الشرعية، الحقونا، الشعب يريد المخلوع! الإخوان يعرفون جيداً أن مرسى لن يعود للحكم مرة أخرى، وهم لن يحكموا، فالشعب قالها بالفم المليان: «مايحكمش» لأنه فاشل مثلكم، كاد أن يذهب بمصر العظيمة إلى الهاوية، لولا الشعب ومن خلفه وأمامه قواته المسلحة. الإخوان يعرفون جيداً أن هناك واقعاً جديداً على الأرض، رئيس مؤقت، حكومة، وإعلان دستورى، ولجنة لإعداد الدستور، وقناعة عالمية تترسخ بأن ما حدث ثورة شعبية وليست انقلاباً، فيما هم يجوبون الشوارع بحثاً عن طريق للنجاة، نجاة قياداتهم الفاشلة، المختبئة خلف جموع مضللة! الإخوان يعرفون أن مرسى لن يعود، ولكن لا يعرفون طريقاً للهروب، ففساد قادتهم سيؤدى بهم حتماً إلى السجن، لذا فلتذهب مصر إلى الجحيم، لتحدث الفتنة، ينهار الجيش، تسقط الشرطة، يسقط القضاء، طالما الشعب رفض نظام الإخوان الفاشى الفاشل. أو يخرج مرسى ليستقل بدولة رابعة العدوية، أو دولة سيناء وسط جيش من الإرهابيين والمجرمين، لتصبح مصر ضعيفة مفككة، ولتحيا إسرائيل الدولة التى تمنى لها مرسى التقدم والازدهار! هذا هو حلم الإخوان الذى لن يتحقق، ليس فقط لأنهم قلة، ولا لأن مشروعهم بحجم جماعة سرية لا بحجم وطن مثل مصر، ولا لأن جيشنا العظيم وقف مع الشعب بعد كشف مؤامرة بيع وتقسيم وتقزيم مصر! حلم الإخوان سيتحول أو تحول إلى كابوس، لأن هذا الشعب عظيم، وشبابه صنع معجزة وأثبت أنه أكثر وعياً من ساسته ونخبته، فتقدمهم فى مسيرة الحرية، ولم يتوقف أمام صراعات صغيرة. شباب مصر، هو الذى يجمع الشعب معه بكلمة، بلا شعارات جوفاء.. هو الذى هزم الإخوان باستمارة، ولم يرتكب أخطاء ما بعد ثورة يناير، وكأنهم يدرسون ماذا فعل من سبقوهم عقب ثورة 25 يناير، فلا يفعلون مثله. لم نر مئات الشباب يتسابقون على الظهور الإعلامى، لا نكاد نعرف أسماءهم أو وجوههم. مثل هؤلاء لا يهزمهم فصيل أو جماعة حتى لو ناموا فى الشوارع سنوات وسنوات، فالوطن والمستقبل لهم، فيما الإخوان وطنهم جماعتهم ومستقبلهم خلفهم، وحربهم هزيمتهم. مرسى لن يحكم يا إخوان، ومستقبله إما فى السجن أو هارب خارج الوطن، الذى يلفظ الكاذبين والجبناء!