"الله يرحم القطن المصري".. هكذا بدأ عم سعيد عبدالحميد، الذي يعمل في صناعة بكر الخيط منذ 50 عاما، حديثه بقلب مفتوح ل"الوطن"، متحسرا على حال القطن المصري الذي اختفى من السوق، وواصفا طبيعة عمله التي تعتمد على عملية نسج الخيوط ولفها في شكل بكر للخياطة باستخدام مكن معد لذلك، وتغليف تلك البكرات لتستخدم في المصانع ومحلات "الترزي". ويرى "عم سعيد"، أن بكر الخيوط المستورد من الصين تسبب في "انقراض" تلك الحرفة، قائلا: "كان زمان الخيط كله قطن مصري محترم جدا والحالة العامة للشغل جيدة، لكن بعد دخول البكر المستورد من الصين وغيرها المهنة اختفت، والخيط الخام كله أصبح بلستر، وبدل ما كنا زمان نشتغل 12 ساعة دلوقتي ولا نكمل حتى ساعة شغل". "عم سعيد"، الرجل الستيني شرح ل"الوطن"، طبيعة عمله، قائلا: "الخام يجي في شكل خيوط ونقوم بلفه على الماكينة في شكل بكرة، بعد كدة تتم عملية التغليف والتعبئة، فالبكرة الواحدة تأخذ معدل 10 دقائق شغل". ووجه عم سعيد رسالة، طلب فيها عودة زراعة القطن المصري، وإغلاق باب الاستيراد من الخارج، وترخيص سعر الخامات لكي يواصل العمل ويجد قوت يومه.