قضى آلاف المتظاهرين ليلة الجمعة فى ميدان التحرير للاحتفال والاحتفاء بكلمة الدكتور محمد مرسى، الرئيس المنتخب، أمام جموع المعتصمين، وأدائه لليمين أمام الشعب، ودخلوا فى حلقات نقاشية حتى فجر السبت، وردد البعض هتافات «يا ريسنا وراك فى كل مكان»، وأكدوا استمرار اعتصامهم لحين إسقاط الإعلان الدستورى المكمل، وعودة البرلمان المنتخب، بعد أن قرر المجلس العسكرى حله. وفى الساعة 11 من مساء الجمعة، طافت مسيرات للمتظاهرين شوارع وسط البلد، ورددوا هتافات مؤيدة للرئيس المنتخب، منها «يا مشير قول الحق مرسى رئيسك ولا لأ»، و«يا مشير قول لعنان.. الشرعية فى الميدان»، ووصلت بعض المسيرات إلى دار القضاء العالى، مستقطبة المزيد من المتظاهرين، ثم عادت إلى الميدان مجدداً، وسط هتافات قوية من المنصة الرئيسية التى اعتلاها الداعية السلفى صفوت حجازى، وألقى الدكتور صلاح سلطان عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، كلمة مقتضبة، طالب فيها الرئيس المنتخب بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل فور تنصيبه رئيساً بشكل رسمى. وفى الساعة 12 من صباح أمس، بدأت الحشود الإخوانية من أنصار الجماعة فى المحافظات مغادرة التحرير، مع إعلان المنصة الرئيسية انتهاء فعاليات المليونية، فيما صدر تعليمات لأعضاء من المحافظات بالاستمرار فى الاعتصام مع إخوان «القاهرة والجيزة»، وودع أنصار الجماعة الميدان بهتافات: «الشهداء يا مرسى»، وبلغ عدد الأتوبيسات التى غادرت الميدان قرابة 50 أتوبيساً، ينتمى معظمها إلى الشرقية، والبحيرة، والغربية. وتحول ميدان التحرير فى الواحدة صباحاً لحلقات نقاشية بين المعتصمين داخل الصينية الكبرى، حول شرعية الميدان، وانتصارهم الكبير، ولو بشكل معنوى على المجلس العسكرى، والمحكمة الدستورية العليا، بأداء الرئيس لليمين الدستورية أمام المتظاهرين، وقال مصطفى عبدالله، من شباب 6 أبريل، من خيمة الحركة بجوار تمثال عمر مكرم، إن الرئيس المنتخب لبى مطلب الميدان والثوار، بعدم الخضوع لإرادة العسكرى، وستكون يمينه أمام المحكمة الدستورية شكلية فقط، حتى لا يمنح المجلس العسكرى فرصة لتعطيل تسليم السلطة. وفى الساعة 3 صباحاً، ومع انطلاق أذان الفجر من مئذنة مسجد عمر مكرم، تفرق المعتصمون لأداء الصلاة إما أمام المنصة الرئيسية، فيما فضل البعض أداء الصلاة فى المسجد، إلا أنهم جميعاً دعوا للرئيس، وعقب الصلاة خلد عدد كبير من المعتصمين، خصوصاً المنتمين لجماعة الإخوان، إلى النوم، فى مواقعهم المفضلة بالجزيرة المواجهة لمجمع التحرير، لأخذ استراحة قبل أن يستعدوا للاحتفال من جديد بتنصيب مرسى رئيساً، كما أعلنت اللجان الشعبية انتهاء الدورة الأمنية، وتركوا مداخل الميدان لحركة السير والمرور الطبيعية.