سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«التحرير» يقضى ليلته فرحًا بعد «يمين» سيادة الرئيس مسيرات احتفالية وهتافات مؤيدة وأناشيد وطنية وحلقات نقاشية حول قدرة مرسى على الوفاء بتعهداته.. و«الإخوان»: اعتصامنا مستمر
خيمت سحابة من البهجة فوق سماء ميدان التحرير، ليلة أمس الأول، عقب انتهاء الرئيس محمد مرسى من خطابه إلى المتظاهرين، وتنوعت المظاهر الاحتفالية بين مسيرات طافت أرجاء الميدان، والهتافات المؤيدة للرئيس والمناهضة للمجلس العسكرى، إلى جانب حلقات نقاشية بين المعتصمين حول فحوى الخطاب وقدرة الرئيس على الوفاء بتعهداته، ومدى تقبلهم لأدائه اليمين أمام المحكمة الدستورية. وشهد الميدان مسيرات احتفالية نظمها المعتصمون فى ليلتهم الثانية عشرة على التوالى، رددوا خلالها هتافات مؤيدة لمرسى، بمشاركة أعضاء بجماعة الإخوان ونشطاء من عدة حركات ثورية، ومن بينها «ارفع راسك فوق انت مصرى»، و«يا مشير قول الحق.. مرسى رئيسك ولّا لأ»، و«ارفع راسك فوق رئيسنا مرسى». وطالب المعتصمون فى مسيراتهم بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، لما يتضمنه من تقليص لصلاحيات رئيس الجمهورية على الميزانية العامة للدولة، والشئون المتعلقة بالقوات المسلحة، وسلبه سلطة إصدار التشريعات.
وأعرب المتظاهرون عن سعادتهم لعدم وجود تعقيدات أمنية مصاحبة لزيارة الرئيس إلى الميدان، وأشادوا بالخطاب الحماسى وتضمنه نقاطا مهمة أبرزها التأكيد على استمرار الثورة والقصاص للشهداء، وأنه لا سلطة فوق إرادة الشعب، وعدم التمييز بين المصريين، والعدالة الاجتماعية والحث على العمل والإنتاج، فيما تباينت أراؤهم حول قدرة الرئيس على انتزاع صلاحياته من المجلس العسكرى، بحسب ما تعهد فى خطابه.
وأقام عدد المنتمين لجماعة الإخوان داخل خيامهم حفلات سمر، وشهدت إنشاد الأغانى والوطنية الدينية، ومسابقات فى المعلومات العامة، وضرب على الدفوف، وسط حالة من النشوة بوصول أول رئيس «إخوانى» لحكم البلاد.
وشهد الميدان تشكيل فرق جوالة، تطوع فيها عدد من الشباب المعتصمين، تتولى مراقبة حالات التحرش والقبض على أى بلطجى وطرده حفاظا على الصورة الرمزية للميدان، وسط اتهامات لبعض الأجهزة الأمنية بتجنيد هؤلاء المتحرشين والبلطجية لتشويه صورة الميدان. فيما أعلن عدد من معتصمى جماعة الإخوان استمرارهم فى الميدان حتى تحقيق جميع المطالب التى أعلنوها من قبل، وعلى رأسها إلغاء الإعلان الدستورى المكمل وقرار حل مجلس الشعب، وتسليم السلطة تسليما كاملا، مؤكدين أن أداء الرئيس لليمين الدستورية فى الميدان لا علاقة له بقرار فض الاعتصام، وهو ما شددت عليه عدد من القيادات الميدانية للجماعة.
وفى المقابل انسحب أعضاء حركة 6 أبريل وقرروا إنهاء اعتصامهم، احتجاجا على قبول الرئيس مرسى أداء اليمين أمام المحكمة الدستورى، وهو ما فسروه بأنه يعد اعترافا صريحا بالإعلان المكمل الذى تدعو الحركة لإلغائه وإسقاطه.
ومن جانبهم اعتبر أعضاء الإخوان أن قرار مرسى بحلف اليمين أمام الدستورية يهدف لمنع تعطيل انتقال السلطة وعدم الطعن على شرعية الرئيس المنتخب، فيما رأى بعض المستقلين أن خطاب الرئيس جاء متوازنا لحد كبير ومطمئنا لبعض من أصابهم القلق والذعر بعد فوز مرسى، خاصة أنصار المرشح الخاسر أحمد شفيق. وألقى عدد من الشخصيات العامة، والمقربة من جماعة الإخوان، كلمات من فوق المنصة الرئيسية، شددت على ضرورة عدم مغادرة المعتصمين للميدان قبل تحقيق جميع المطالب.
وطالب الداعية الإسلامى صلاح سلطان، المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى بأن يخضع لإرادة الشعب المصرى، وأن يخلع عباءة النظام القديم، ويتم تسليم السلطة كاملة لأول رئيس منتخب، فيما قال مدير الحملة الانتخابية للمرشح المستبعد، حازم صلاح أبواسماعيل، إن احتشاد المتظاهرين فى الميدان التحرير هى التى منعت إعلان أحمد شفيق فائزا برئاسة الجمهورية.