اختفت اللجان الشعبية من على بوابات ميدان التحرير مساء أمس وانتشر الباعة الجائلون فى الاعتصام الذى بدأ ليلا هروبا من الحر الشديد الذى خيم على «مليونية رفض الانقلاب الدستورى»، وألهب الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل المنصة بالهتاف ضد حكم العسكر فيما تتابع عليها رموز سياسية إسلامية مثل الدكتور محمد البلتاجى والشيخ صفوت حجازى. وقضى المعتصمون بميدان التحرير ليلتهم الأولى وسط الهتافات الرافضة للإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره المجلس العسكرى مؤخرا، وتلك المنددة بقرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب، ونظم العشرات حلقات نقاشية تحدثوا فيها عن نتيجة الانتخابات ومخاوف التزوير، وكذلك حول الإعلان الدستورى المكمل. ونشبت اشتباكات محدودة بين بعض أفراد جماعة الإخوان المسلمين وبين بعض الشباب الذين انتقدوا الإخوان، وأسفرت الاشتباكات عن إصابات طفيفة، وقام العشرات بتهدئة الموقف مرددين هتاف «إيد واحدة». ونصب معتصمون 23 خيمة أمام مجمع التحرير و18 أمام مسجد عمر مكرم، و12 فى وسط الميدان، بالإضافة إلى خيمة مجمعة بطول 50 مترا فى مدخل شارع المتحف المصرى، بينما ازدحم شارع محمد محمود بالسيارات الخاصة التى توجد عليها صور المرشح الرئاسى الدكتور محمد مرسى. وتطوع عدد من المتظاهرين لتنظيم حركة المرور فى الميدان الذى شهد حالة من الارتباك بعد تجمع عدد من المتظاهرين وسط الميدان. ومع أول المساء دخل الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية، الميدان على رأس مسيرة قادمة من مسجد أسد بن الفرات، وتحدث أبوإسماعيل من أعلى المنصة الرئيسية فى الميدان مطالبا بعدم مغادرة الميدان حتى رحيل المجلس العسكرى من الحياة السياسية تماما، وتابع حازم: أبرئ نفسى من أن ينفض الميدان دون زوال المجلس العسكرى. وشدد أبوإسماعيل، بميدان التحرير، على ضرورة المطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى والمترتب عليه زوال المجلس العسكرى من السلطة، مؤكدا أنه لا يقبل التفاوض مع المجلس العسكرى فى الغرف المغلقة، وأنه إذا كان هناك تفاوض سيكون أمام الجميع فى الميدان. وانتقد أبوإسماعيل قرار وزارة العدل بمنح الضبطية القضائية لرجال الجيش، مضيفا أن المجلس العسكرى أعطى حق الضبطية للجيش من أجل استعمال القوة مع الشعب دون أن يتحمل أى مسئولية. وشن أبوإسماعيل هجوما حادا على الإعلان المكمل الذى أصدره المجلس العسكرى مؤخرا لتحديد صلاحيات الرئيس القادم، وقال إن هذا الإعلان ليس انقلابا على الحكم فحسب وإنما احتلال من المجلس العسكرى للبلاد، مشيرا إلى أن القوات المسلحة دورها الأساسى هو حماية الشعب وليس التحكم فيه. وهتف الشيخ صفوت حجازى من فوق المنصة: «يوم الجمعة العصر هنودى مرسى القصر»، رافضا الإعلان الدستورى المكمل، قائلا «إنه غير دستورى وإن صلاحية المجلس العسكرى انتهت فى يونيو». وفى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف، وصل العشرات من نواب مجلس الشعب المنحل إلى الميدان، لإعلان رفضهم للإعلان الدستورى المكمل، وتحدث عدد من النواب على رأسهم قيادات من حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للإخوان المسلمين) مثل الدكتور محمد البلتاجى والدكتور أسامة ياسين، موجهين رسالة واضحة للمجلس العسكرى بأنهم لن يتنازلوا عن فوز مرسى بالرئاسة، كما تحدث النائبان عصام سلطان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوسط والنائب المستقل محمد العمدة. وجاب عشرات من المتظاهرين أرجاء الميدان مرددين هتافات ضد بعض الشخصيات الإعلامية مثل «يا عكاشة يا عكاشة.. اوعى تظهر تانى على الشاشة»، «والإعلام المأجور ضيع حق الشهيد»، ورفع المتظاهرون أثناء المسيرة أعلام بمصر بجانب أعلام بيضاء عليها صورة الدكتور محمد مرسى. وقام العشرات من المعتصمين بدق الطبول أمام مجمع التحرير، وهتفوا «ارحل يا مشير.. الشعب خطير.. ارحل يا عنان.. الثورة لسه فى الميدان»، و«مرسى جى.. الله حى». وردد المتظاهرون طوال الليل هتافات مثل: «يا مجلس من غير شرعية.. مرسى رئيس الجمهورية»، «يسقط يسقط حكم العسكر»، «مرسى.. مرسى»، «يا طنطاوى قول الحق.. مرسى رئيسك مرسى ولا لأ»، و«يا طنطاوى قول لعنان الثورة لسه فى الميدان»، «المرة دى بجد.. مش هنسيبها لحد»، «ارفع كل رايات النصر.. إحنا شباب بنحرر مصر». وأدى العشرات من المتظاهرين صلاة الفجر بمنتصف الحديقة بالميدان، وأمَّ الدكتور جمال عبدالهادى، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، المصلين.. كما أدى عدد من المعتصمين الصلاة بمسجد عمر مكرم، فيما لجأ عدد آخر من المتظاهرين إلى خيامهم استعداداً للمشاركة فى فعاليات الخميس. ولم تشارك خيمة الثورة السورية فى فعاليات الاعتصام رغم مشاركتها بقوة فى الاعتصامات السابقة، وقامت بإطفاء أنوار الخيمة.