أقباط الأقصر يحتفلون بأحد الشعانين.. والكنائس تتزين ب«سعف النخيل»    أسعار البيض اليوم 28 أبريل    أسعار العملات العربية في بداية تعاملات اليوم الأحد 28 أبريل 2024    لعدم الإحالة إلى لنيابة.. ماذا طلبت التموين من أصحاب المخابز السياحة؟    استقرار أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية    مستقبل غزة على الطاولة.. السعودية تستضيف الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي    عبد الحليم قنديل يكتب: حرب الاستنزاف الأوكرانية    وزير الخارجية الفرنسي يزور لبنان لبحث التهدئة بين إسرائيل وحزب الله    الاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة.. ومواجهات غرب رام الله    تغريدة نتنياهو بشأن المحكمة الجنائية تثير غضب كبار المسؤولين في إسرائيل    ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات مع روسيا    بث مباشر ..مباراة الزمالك ودريمز الغاني في إياب نصف نهائي الكونفدرالية    انتوا بتكسبوا بالحكام .. حسام غالي يوجّه رسالة ل كوبر    «الأرصاد»: نشاط رياح وأمطار متوسطة ورعدية على تلك المناطق    بعد قليل .. انطلاق امتحانات النقل الثانوى الأزهرى بمواد الفقه والتاريخ والكيمياء    تموين الأقصر: ضبط دقيق مدعم قبل تهريبه من المخابز البلدية    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    خلال شهر مايو .. الأوبرا تحتفل بالربيع وعيد العمال على مختلف المسارح    سعر خيالي.. عمرو دياب يثير الجدل بأسواره الذهبية في حفل البحرين    نصيحة علي جمعة لكل شخص افترى عليه الناس بالكذب    عاجل.. مدحت شلبي يفجر مفاجأة عن انتقال صلاح لهذا الفريق    بالصور.. كنيسة رؤساء الملائكة تحتفل بأحد الشعانين    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 28 أبريل    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    الأهرام: أولويات رئيسية تحكم مواقف وتحركات مصر بشأن حرب غزة    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    بعد واقعة «طفل شبرا».. بيان هام من الأزهر الشريف    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    تتبع المنهج البريطاني.. ماذا قال وزير التعليم عن المدرسة الدولية؟    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    حجز المركز الثاني.. النصر يضمن مشاركته في السوبر السعودي    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات عم صيام
سؤال لن تجد إجابته ياصديقي ضمن أحداث مغامرات توم وجيري الشهيرة لكن إجابته في أحداث القصة الطريفة التي يحكيها لنا عم صيام
نشر في الوطن يوم 12 - 07 - 2013

عم صيام يزورنا كل يوم فى نهار رمضان، يفرح بكل الأصدقاء الصائمين، يتجول معهم من عصر لعصر، ومن مكان لمكان.. نطوف معه لنتعرف على شخصيات وحكايات حدثت فى زمن مضى وفات.. واليوم يأخذنا عم صيام للعصر العباسى الأول لنتعرف على أشهر الأدباء وأظرفهم فى ذلك الزمان..
■ هل يمكن أن يصبح القط والفأر صديقين فى يوم من الأيام فتأكل القطط ثمار البطيخ بدلاً من الفئران؟
سؤال لن تجد إجابته يا صديقى ضمن أحداث مغامرات توم وجيرى الشهيرة، وإنما ستجد إجابته فى أحداث القصة الطريفة التى نعيش معها فى رحلتنا للعصر العباسى التى يحكيها لنا اليوم، عم صيام..
■ هل يمكن أن تساوى ابتسامة أو ضحكة ألف دينار؟
سؤال لن تجدى إجابته صديقتى عند مشاهدتك لفيلم كوميدى، وإنما ستضحكين وتندهشين من قصة هذه الابتسامة التى تطل من بين صفحات كتاب «البخلاء»، ويحكى لنا قصتها عم صيام لنتعرف معه على صاحب كتاب البخلاء الأديب والكاتب الساخر أبوعثمان عمرو بن بحر الذى عاش فى العصر العباسى الأول ولجحوظ عينيه لقب ب«الجاحظ».
فماذا قال الجاحظ فى كتابه البخلاء عن القط الذى ترك الفأر وأكل البطيخ؟
وهى إحدى الحكايات الطريفة التى تصف سلوك البخلاء.. كان رجل وجاره يتجولان فى السوق، ولشدة حرارة الجو، اشترى الرجل بطيخة وبعد فترة من السير شعر بالتعب فحمل عنه جاره البطيخة وقال له: استرح أنت يا صديقى تحت ظل هذه الشجرة وسأعود أنا للمنزل ومعى البطيخة وأنتظرك.
وبعد فترة، وصل الرجل عند جاره ليجد البطيخة ناقصة وهنا قال جاره: معذرة يا صديقى، لقد أكل القط قطعة من البطيخة.
تعجب الرجل وقال: القطط لا تأكل البطيخ، وإنما تأكل الفئران، ضحك الرجل وقال: القطط الآن أصبحت صديقة الفئران فتركتها وصارت تأكل البطيخ بدلاً منها.
أخذ الرجل البطيخة وخرج، وفى الطريق وجد قطاً فوضع أمامه البطيخة، ولكنه بالطبع لم يأكلها.
عاد الرجل لجاره وقال له ساخراً: الآن عادت ثقتى فى القطط، بقى أن تعود ثقتى فيك يا جارى العزيز، ارتبك الجار وقال: لا بد أن القط كان شبعاناً.
فقال الرجل: أو ربما لا يأكل القط البطيخ إلا إذا كان سليماً، لذلك لتثبت لى صدق كلامك تعال معى إلى السوق واشتر بطيخة جديدة وسنرى ماذا سيفعل القط.. هنا اعترف الجار البخيل بأنه هو الذى أكل الجزء الناقص من البطيخة واضطر مجبراً أن يشترى بطيخة جديدة لجاره.
حكاية اليوم عن كتاب البخلاء الذى تطل من صفحاته روح مؤلفه الساخر الأديب العربى الجاحظ، الذى تأمل البخلاء وأحوالهم فى عصره وجمع أخبارهم وغاص فى نفوسهم وطباعهم، وكرسام الكاريكاتير فى عصرنا الحاضر رسم الجاحظ فى كتابه لوحة ساخرة بالكلمات للبخلاء الذين يفتقدون معنى العطاء فيبخلون ليس فقط بالمال وإنما فى الإحساس بمشاعر الآخرين.
وها هو يحكى فى كتاب البخلاء قصة التاجر جعفر بن يحيى الذى ذهب لزيارة الأصمعى لما سمعه عن ثرائه وبراعته فى التجارة. ولذكاء التاجر جعفر اصطحب معه غلاماً يعمل عنده وأعطاه كيساً به ألف دينار وقال له: انظر إلى وجهى فإذا رأيتنى أضحك أو حتى أبتسم، ضع الكيس بين يدى الأصمعى وإذا لم أفعل احتفظ بالكيس معك.
دخل جعفر والغلام عند الأصمعى فوجداه يرتدى ملابس قديمة ممزقة، ووجدا بيته فى أسوأ حال فأدركا أنه أمام إنسان بخيل، رأى الأصمعى الكيس فى يد الغلام وأدرك حيلة جعفر فأخذ يقص عليه نوادر طريفة لعله يضحك، لكن جعفر لم يبتسم وانصرف وفقد الأصمعى الألف دينار وفرصة لتجارة رابحة بسبب بخله.
كتاب البخلاء له أهمية علمية وليست اجتماعية فقط، فهو يشرح خفايا النفس البشرية فى أسلوب سهل لكنه عميق فى نفس الوقت بعبارات بسيطة شديدة التأثير، فإذا كان الأديب الفرنسى «موليير» كتب مسرحيته الشهيرة عن شخصية البخيل عام 1668م، فقد سبقه أديبنا العربى الجاحظ فى كتابه الممتع البخلاء؛ ذلك الصديق الذى يجمع بين أوراقه المتعة والفكاهة والمغامرة والحكمة التى عشنا بعض فصولها مع حكاية عم صيام، وأضاء لنا الطريق إليها فانوس رمضان.
كتاب البخلاء كُتب فى العصر العباسى، لكنه يصلح لكل الأزمنة والعصور، فهو ينبض بحياة بشر يعيشون بين صفحاته..
أدعوك صديقى وأنتِ صديقتى أن تستمتعا بقراءته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.