ما زالت حالة الخوف تسيطر على حركة «النهضة» التونسية، التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، على الرغم من مرور أكثر من أسبوع على الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى. وقال عبدالفتاح مورو، نائب رئيس حركة «النهضة»، إن «ما حصل فى مصر حدث نتيجة عدم وجود أرضية وفاق بين القوى السياسية، وأعتقد أن انعدام تجربة السياسيين فى مصر وتونس جعلتهم يعدون بالكثير، ولم يفطنوا إلى أن الإنجاز لا بد أن يكون على مستوى الوعد». وأضاف: «السياسيون فى مصر لم يكونوا صادقين مع الشعب، وأخفوا عنه المخاطر التى تنتظره، وجعلوا المصريين يحتشدون وينقسم المجتمع المصرى إلى قسمين، أخشى أن تنتقل العدوى إلى بلاد الربيع العربى، ومنها تونس». وتابع: «تونس تتهيأ لأن يكون فيها الأزمة نفسها، يبدو أن الوفاق لن يحصل، أخشى انتقال العدوى، ما يعطل إنجازات الثورة». من جانبه، قال رئيس الحكومة التونسية على العريض، إن الأحداث فى مصر ما تزال متواصلة، وما يمكن تأكيده هو أن تونس لها طريقتها فى التعاطى مع الأوضاع تختلف كثيراً عما يجرى فى مصر، منها أن «الجيش الوطنى لا يتدخل فى السياسة، والسلطات فى تونس تعتمد منهج الشراكة فى الحكم». وفى إطار «دعوات التمرد» فى تونس، أشار إلى أن تونس تساند حرية التعبير السلمى ما دام لا يوجد فيها تحريض على العنف والإرهاب والتفرقة، مؤكداً أن تونس لن يحدث فيها ما حدث فى مصر، بفضل وعى الشعب التونسى. وفى الوقت الذى تواصل فيه حركة «تمرد تونس» جمع التوقيعات للمطالبة بإسقاط المجلس التأسيسى ومشروع الدستور الحالى، ما زالت حركة «النهضة»، تواصل تحديها خوفاً من نجاحها بعدما نجحت نظيرتها فى مصر وأسقطت نظام الإخوان، حيث أعدت ميليشيات شبابية من مؤيديها تكون مهمتها التصدى لشباب حركة تمرد. وأكد محمد بن نور، الناطق باسم «تمرد تونس»، أنهم لن يرضخوا لإرهاب الإخوان، وقال، فى اتصال مع «الوطن»: «لن نخاف من مرتزقة السياسيين الإخوان وأساليبهم الإرهابية، نحن الشعب، هم أقلية يحاولون عبثاً تحدّى الشعب وإرادته». وأضاف بن نور: «نريد دستوراً يكفل حقوق الجميع ويحمى الحريات، نريد تحقيق مطالب الشعب الحقيقية، بينما هم يريدون انقسام المجتمع وتغيير هويته وإضعافه، هم من كانوا يعيشون فى أوروبا ويستمتعون بالعيش الكريم والشركات والمنح ويتلقون مساعدات من متعاطفين معهم لتسليمها لمساجينهم، فيضعونها فى بطونهم بدل ذلك، حين كان آباؤنا ومجتمعنا يدافع عنهم ويحميهم ممن سبق من الدكتاتوريين». وأضاف: «للإخوان تاريخ حافل بالإرهاب، هم من يضعون أيديهم بيد الشيطان لخدمة مصالحهم الشخصية والحزبية فقط، يبيعون الوطن بأبخس الأثمان، أما نحن فحُرّاسه».