قال الشيخ عبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس في حوار حصري مع موقع قناة المنار اليوم، إن الأحداث فى مصر نتاج لعدم تواجد أرضية وفاق بين القوى السياسية، وأنه لا يستبعد تكرر السيناريو المصري في تونس. وعلق "عبد الفتاح مورو" على الأحداث فى مصر :إنها نتاج لعدم تواجد أرضية وفاق بين القوى السياسية في مصر، وفي الحقيقة مصر وتونس دخلا على تخلف اقتصادي وتدهور اجتماعي ومشاكل سياسية، وأعتقد أن انعدام تجربة السياسيين في تونس ومصر ما بعد الثورة جعلتهم يَعِدُون بالكثير، ولم يَتفطنوا بأن الإنجاز لن يكون على مستوى الوعد، إن السياسيين في مصر مثلا لم يصدقوا مع الشعب، وأخفوا عنه المخاطر التي تنتظره، وهم بالتالي جعلوا الناس في مصر يحتشدون وينقسم المجتمع المصري إلى قسمين، وأخشى أن تنتقل العدوى إلى بلاد الربيع العربي ومن بينهم تونس. وأضاف مورو أن تونس اليوم تتهيأ لأن يكون فيها إشكال من هذه الإشكالات، سببه التدافع بين السلطة والمعارضة في الأشهر الأخيرة، وكنا نتوقع أن يقع تنازل من الطرفين، لكن يبدو أن هذا الوفاق لن يحصل، لذلك أخشى من انتقال العدوى إلى بلدنا، وتعطل بالتالي إنجازات الثورة. وردا على سؤال هل حصل اتصالات بين الحرية والعدالة فى مصر والنهضة فى تونس قال: لم نتعدَ مرحلة معرفة الواقع واستطلاعه، ولم نتشاور معهم لنهيئ استراتيجية مشتركة أو بمعنى أوضح طريقة الأحداث تسارعت، والأمر جعلنا لا نقدر على التشاور مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ربما توجه بعضنا إلى مصر لمعرفة الوضع هناك، لكن لم يتعدَ ذلك حدود الاستطلاع. وأوضح مورو ردا على توقعات استقالتة من الحركة أنه يمثل نفسه اليوم في الحركة بالرجل الذي يسكن بيتا أبوابه موصدة بالكامل، وسينقطع عنه الاأكسجين، طبعا سيبحث عن النوافذ لكي يخرج، ولكن إذا كانت النوافذ هي أيضا موصدة بشكل يمتنع عليه فتحها، فإنه سيخرج منها ليتنفس هواء نقيا، لكن هذا لا يعني أني وصلت إلى القناعة بالخروج نهائيا من الحركة. وعلق الشيخ عبد الفتاح "على الجماعت المتشددة التى تهاجم البعض بالتكفير" قلتم إنهم من أصحاب الفكر التكفيري المنغلق، وبدأوا في إعلان ولائهم لأجندات غير وطنية ومواجهتهم لقوات الجيش والأمن التونسيين؟ نعم وأنا أؤكد ذلك، هم يدعون أنهم من الجماعات السلفية، وأنا أنفي عنهم هذه الصفة، يبدو أن بعض شبابنا اتحفوننا بتبني قضايا الماضي التي اختلف حولها الكلاميون في القرن الثاني والثالث هجري، يستقدمونها من التاريخ، ويريدون طرحها مجددا على النقاش بيننا، وكأنهم لا يعلمون أن المسلمين قد اصطفوا منذ ذلك الوقت، وكل أخذ موقفه، وأن هذه القضايا لا يمكن استعاداتها وإعادة الخلاف حولها. وأضاف هذه قضايا فكرية كلامية وقع البت فيها، وكل أخذ موقفه، وعلى الذي يريد أن يتبع منهجًا من المناهج فله ذلك دون أن يطرح القضية من جديد ويعيد تصنيف المسلمين إلى مسلمين وكفار وإلى مسلمين ومبتدعين وسنة وشيعة، وكأن الإسلام نزل اليوم، وكأن النصوص مازالت اليوم، هذا في الحقيقة إذكاء للخلاف بين المسلمين بقضايا تاريخية تهم أناسا ولوا وانقضوا، وليس من العقل والرجحان الرأي أن نعيد طرحها اليوم.