رفض وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بشكل قاطع ما وصفه ب«المزاعم الكاذبة من جانب البعض فى مصر، بأن بلاده تؤيد جماعة الإخوان أو أى حزب سياسى أو حركة مصرية بعينها». وقال «كيرى» إن بلاده كانت دائماً ولا تزال ملتزمة بالعملية الديمقراطية فى مصر، وليس بأى حزب أو شخص، وأضاف: «نريد أن يقوم المصريون بجعل ديمقراطيتهم تعمل من أجل جميع المصريين، وندعو جميع القادة المصريين لإدانة استخدام القوة ومنع مزيد من أعمال العنف بين مؤيديهم ونحث المتظاهرين على جعل مظاهراتهم سلمية». وأعرب «كيرى» عن قلق الولاياتالمتحدةالأمريكية الشديد إزاء أعمال العنف فى مصر، وإدانتها بشدة لأى تحريض على العنف أو محاولات للتقسيم والإثارة بدلاً من الدعوة لتوحيد جميع المصريين. وقال «كيرى»، فى بيان صحفى أمس صدر: «الولاياتالمتحدة تدين بقوة العنف من جانب جميع الأطراف، وتحث على التهدئة وتريد أن ترى العملية الانتقالية الجارية فى مصر ناجحة لصالح الشعب المصرى، وعلى المصريين أنفسهم أن يتحدوا معاً ويتخذوا القرارات الصعبة اللازمة لتحقيق ذلك»، وأضاف: «كما قلت فى مارس عندما كنت فى القاهرة، فإن الولاياتالمتحدة تؤيد شعب مصر فى تحوله المتواصل إلى ديمقراطية مصرية مستقرة ذات سيادة، والحل الوحيد للمأزق الحالى هو أن يعمل جميع الأطراف معاً سلمياً على معالجة العديد من الشواغل المشروعة واحتياجات الشعب وضمان حصول مصر على حكومة تستجيب لتطلعات الملايين من المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بمستقبل أفضل، والاستقرار الدائم فى مصر لا يتحقق إلا من خلال عملية ديمقراطية شفافة وشاملة بمشاركة من جميع الأطراف وجميع الأحزاب السياسية، ويجب أن تكفل هذه العملية أيضاً حماية حقوق جميع المصريين رجالاً ونساء، بما فى ذلك الحق فى التجمع السلمى وسيادة القانون وإجراء محاكمات حرة ونزيهة أمام محاكم مدنية». وتابع «كيرى» أن «الشعب يستحق تشكيل حكومة أمينة وقادرة وديمقراطية تمثل الجميع»، موضحاً أنه كما قال الرئيس باراك أوباما: «الانتقال إلى الديمقراطية لا يتحقق دون صعوبة، ولكنه فى نهاية المطاف يجب أن يبقى محققاً لإرادة الشعب». واعتبرت أستاذة العلوم السياسية والدولية نورهان الشيخ، بيان جون كيرى، محاولة للتعبير عن خطأ إدارة أوباما فى دعم الإخوان، ولكن بشكل «غير معلن وصريح». وقالت «نورهان» ل«الوطن» إن وزير الخارجية جون كيرى منذ توليه حقبة الخارجية الأمريكية، وهو يحاول أن يكون لديه رؤية مختلفة فى إدارة ملف الشرق الأوسط من جديد، والتى تختلف إلى حد كبير مع إدارة «أوباما» فى تعاملها مع الشرق الأوسط بعد «الربيع العربى» الذى اتجه لدعم التيار الإسلامى. وأكدت «نورهان» أن الولاياتالمتحدة تحاول أن تتفادى أخطاء «أوباما»، وأوضحت حملة «كيرى» ذلك، مشيرة إلى أن الرأى العام الأمريكى يواصل الضغط على إدارة «أوباما» للاعتراف بأخطائها فى دعم «الإخوان»، و«الكونجرس» أيضاً أكد ذلك فى بيانه أمس الأول على دعم ما حدث فى مصر، وأن الديمقراطية ليست فى الصناديق فقط. وأوضحت أستاذة العلوم السياسية أنه فى بداية ثورة 30 يونيو، فإن «أوباما» كان من الصعب أن يعترف بأخطائه بدعم الإخوان وبالنسبة للولايات المتحدة هناك حسابات داخلية أمريكية تجرى لتوضح الموقف دون الاعتراف بالخطأ أمام الرأى العام حتى لا تصبح فضيحة، مشيرة إلى أن دعم قطر لما حدث فى مصر وإشادتها بدور القوات المسلحة، رسالة أمريكية للتعبير عن خطئها، لأن التعبير الإيجابى من قطر لن يمر إلا بمباركة «أمريكية»، وأكدت «نورهان» أن المشرعات يقرها «الكونجرس» وليس «أوباما» إضافة إلى أن المعونة ليس لها قيمة، و«مبارك» نفسه قال إنه «يمكن الاستغناء عنها».