كشفت مصادر أمنية ل«الوطن» عن تفاصيل ليلة القبض على الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل داخل شقة بشارع السودان بمنطقة الدقى، وعن مبلغ المليون جنيه الذى تم ضبطه معه. قالت المصادر إن الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل تم إلقاء القبض عليه دون مقاومة، بمعرفة ضباط مباحث الجيزة وقوات العمليات الخاصة ورئيس مباحث الدقى، وأنهم طرقوا باب الشقة، وعندما عرف «حازم» بقدومهم اختبأ فى الحمام لعدة دقائق، ثم خرج وطلب من رئيس المباحث، المقدم أحمد الوتيدى، أن يقوم بتغيير ملابسه، دون أى مقاومة، ودخل غرفة النوم وألقى بحقيبة من شرفة الغرفة، وبداخلها مبلغ مليون جنيه، إلا أن الخدمة الأمنية التى كانت تحاصر المنزل عثرت على الحقيبة، وتبين أن هذا المبلغ خاص بجمعية شرعية. وأضافت المصادر، وشرحت تفاصيل الفرحة العارمة التى سادت سكان العقار وأهالى المنطقة، أثناء القبض على «أبوإسماعيل»، حيث أكدت أن معلومات وردت إلى اللواء حسين القاضى، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، تؤكد مشاهدة «أبوإسماعيل» يتوجه إلى شقته بأحد العقارات بشارع السودان، وعلى الفور تم التنسيق مع اللواءين محمد الشرقاوى، مدير الإدارة العامة للمباحث، ومحمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، وتم وضع خطة بحث وتحر قادها العميدان عرفة حمزة رئيس مباحث القطاع، ومحمد عبدالتواب مفتش المباحث، والمقدم أحمد الوتيدى رئيس مباحث الدقى، وانطلقت قوة من المباحث حوالى الساعة السادسة والنصف مساء أمس الأول. ونشرت المباحث قواتها فى المنطقة، حاملة الأسلحة الآلية، وحاصرت العقار الذى يسكن فيه «أبوإسماعيل»، وتبين أنه مقيم فى شقة بالطابق السادس، وانطلقت المباحث إلى الشقة وداهمتها، وسألت إحدى السيدات بداخلها «إنتى مين؟ والشيخ حازم فين؟»، فأخبرتهم بارتباك: الشيخ حازم فى الحمام، وانتظرت المباحث قرابة دقيقتين، وخرج «أبوإسماعيل» من الحمام مبتسماً، ووضع وجهه فى الأرض، وقال للواء محمود فاروق: «دقيقة واحدة هغير هدومى وهاجى معاكو على طول»، وفجأة صعد الرائد كريم الفيشاوى، معاون المباحث، من أسفل العقار حاملاً حقيبة، وقال للواء محمد الشرقاوى: «الشنطة دية، أبوإسماعيل ألقى بها من غرفة الشقة»، وبفتحها تبين أن بداخلها مبلغ مليون جنيه، وأن هذا المبلغ محول إلى إحدى الجمعيات الشرعية. وتابعت المصادر أنه تم اقتياد «أبوإسماعيل» فى حراسة أمنية مشددة وتبدو عليه علامات الهدوء، وكأنه لم يتوقع أن ضباط الشرطة سوف تلقى القبض عليه، وأثناء نزوله من شقته أطلقت بعض النساء الزغاريد، وأثناء صعوده المدرعة طلب ضباط الشرطة من الأهالى الابتعاد عنها، وعقب دخوله المدرعة احتضن المقدم أحمد الوتيدى، رئيس المباحث، اللواءين محمد الشرقاوى، مدير الإدارة العامة للمباحث، ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية، وأخذ كل ضباط المباحث يهنئون بعضهم البعض على هذا الانتصار، والقبض على الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، قائلين: «الحمد لله، الحمد لله على كل شىء». وشرحت المصادر أنه لم يتم اقتياد «أبوإسماعيل» إلى أى قسم شرطة تابع لمديرية أمن الجيزة، وتم نقله على الفور إلى سجن مزرعة طرة، لأنه صادر له أمر ضبط وإحضار فى قضية «مذبحة بين السرايات»، واتهامه بإهانة القضاء، وإهانة المؤسسة العسكرية. وأضافت المصادر أن «أبوإسماعيل» سبق له أن تعدى على ضباط المباحث بالسب والشتائم أثناء أحداث حريق حزب الوفد، وذلك أمام قسم شرطة الدقى، وأنه عقب القبض عليه سيتم التحقيق معه فى تلك القضايا جميعاً وتحرك ضده بلاغات من ضباط الداخلية. فيما أكدت مصادر مطلعة على التحقيقات أن «أبوإسماعيل» سيخضع للتحقيق داخل سجن طرة فى قضية «مذبحة بين السرايات»، بعد أن أكدت التحريات وأقوال الشهود أن «أبوإسماعيل» من المحرضين على تلك المذبحة، وأنه كان دائماً يدعو إلى استخدام العنف مع معارضى الرئيس السابق محمد مرسى.