شهدت سيناء فجر أمس، سلسلة هجمات إرهابية وقعت فى وقت متزامن فى مدن العريش ورفح والشيخ زويد، واستهدفت مطار العريش ونقاطاً أمنية وأكمنة تابعة للجيش والشرطة إضافة إلى معسكرات الأمن المركزى، وأسفرت عن استشهاد مجند وإصابة 7 آخرين، وهو ما اعتبره مسئولون أمنيون بداية الخطة التى وضعها الجهاديون للسيطرة على النقاط الأمنية لإعلان الإمارة الإسلامية فى سيناء، كما هدّدوا قبل سقوط الرئيس محمد مرسى. وقالت مصادر أمنية إن مطار العريش تعرّض لهجوم بالأسلحة الثقيلة، كما هاجم الجهاديون 6 نقاط تفتيشية وأكمنة للجيش والشرطة، وسيارات خدمات تابعة لقوات حفظ السلام، وأطلقوا صواريخ الهاون وال«آر بى جى» على معسكر الأمن بالأحراش، ونجحوا فى تفجير إحدى السيارات التابعة للشرطة بالقرب من مطار العريش، فى الوقت الذى تعاملت فيه طائرة «أباتشى» مع سيارة تابعة للجهاديين، ونجحت فى تدميرها. بدأت الهجمات بعد الثانية من صباح أمس، وشن جهاديون يركبون سيارات «اللاند كروزر» هجوماً مباغتاً على كمين البوابة بمدخل الشيخ زويد، بالتزامن مع هجمة على قسم الشرطة، ورد رجال الكمين على مصدر النيران، واستمر تبادل إطلاق النار لأكثر من ربع الساعة. وسارعت قوة من قناصة القسم إلى إسناد قوات الكمين، إلا أنها تعرّضت هى الأخرى لهجمة من مجموعة راجلة من ناحية الجنوب. وقصفت مجموعات جهادية مطار العريش وإحدى النقاط التفتيشية التابعة للجيش على طريق المطار بقذائف صاروخية، وتعاملت معهم طائرة عسكرية، ونجحت فى تفجير سيارة للجهاديين، تردد أن العناصر المسلحة نجحت فى الهروب منها قبيل التفجير بثوانٍ. وشنّت الجماعات الجهادية هجوماً بقذائف الهاون وال«آر بى جى، على معسكر الأمن المركزى بالأحراش، وفى نفس اللحظة كان هناك هجوم بالأسلحة الخفيفة على نقطة كمين الجورة، مما أدى إلى استشهاد المجند يحيى محمد أبوالمجد، 22 عاماً، وإصابة النقيب عمر عبدالرحمن، 29 عاماً، وإصابته خطرة، والمجند أسامة السعيد فتح الله، 22 عاماً، بطلق نارى فى الرأس ونقلوا جميعاً إلى مستشفى العريش العام. كما هاجموا كمين مدخل رفح، وكمينى أبوطويلة والشيخ زويد، وتعرض مبنى المخابرات العسكرية للهجوم المسلح على فترات متقطعة، واستُخدمت الرشاشات ومدافع ال«آر بى جى» فى الهجوم. كما تعرّض كمين المزرعة بالعريش ومطار العريش وكمين آخر بالمساعيد لهجوم مسلح من قبل مسلحين بسيارات الدفع الرباعى. وأعقب الهجمات المتزامنة تحليق لأربع طائرات للقوات المسلحة لتمشيط المنطقة، وتفتيش للمارة والسيارات فى الأكمنة الأمنية. وانتقد أهالى سيناء، اكتفاء الشرطة بتفتيش المارة على الأكمنة الثابتة، وقالوا إن المهاجمين لهم طرق التفافية غير تلك الرسمية التى يسلكها المارة. واعتبرت مصادر أمنية أن سلسلة الهجمات التى شهدتها المدن الثلاثة طوال ليلة أمس، التى استهدفت جميع الأكمنة والارتكازات والمقرات الأمنية هى بداية حقيقية لعملية السيطرة والاستيلاء على جميع الأماكن الحيوية، بما فيها مديرية أمن شمال سيناء تمهيداً لإعلان سيناء إمارة إسلامية. ومن جانبه، كشف مصدر أمنى بسيناء، أن عدداً من قبائل سيناء، حذرت الأجهزة الأمنية خلال الساعات القليلة الماضية، من وجود تحركات مريبة لأعداد كبيرة من العناصر الجهادية والتكفيرية المسلحة، على الطرق الصحراوية والسريعة بسيناء، وأن أعداداً كبيرة منهم تستقل سيارات دفع رباعى ونصف نقل، وتتجه إلى جبل الحلال وسط سيناء، وأن بعض المشايخ كشفوا وجود تدريبات عسكرية مستمرة لهذه الجماعات، على طريق جبلى وسط جبل الحلال، وأنهم يستعدون لشن هجمات مسلحة على عدد من المؤسسات الأمنية فى سيناء. وأوضح المصدر، أنهم فوجئوا بكمية الأسلحة الثقيلة التى تستخدمها هذه الجماعات، وقيامهم بالهجوم على عدد من النقاط الأمنية فى وقت واحد، لتشتيت الأجهزة الأمنية وقوات الجيش. وكشف عن عقد اجتماع عاجل بين قيادات من الجيش الثانى الميدانى ومديريتى أمن شمال وجنوب سيناء، لوضع خطة لمحاصرة تلك العناصر الجهادية فى جبل الحلال ومهاجمته، بحيث يكون هناك غطاء من الطيران لهذا الهجوم للحفاظ على أرواح الجنود. ومن جانبه، توعّد تحالف قوات قبائل شمال سيناء، بالتصدى للجهاديين، وقال فى بيان أصدره أمس، إنهم قادرون على حماية أراضى سيناء من كل معتدٍ وكل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن البلاد ويروّع مواطناً أو يتعرض لأىٍّ من أفراد الجيش والشرطة فى المنشآت والمنتشرين على الكمائن، مضيفاً أنهم لن يسمحوا بأن تسيل قطرة دماء على أرض مصر. وأضاف البيان: «نقسم بالله العظيم على أننا لن نتأخر عن خدمة مصر الحبيبة، وإنا ملبون النداء ونذهب للموت والنار بأرواحنا فداءً للوطن الذى لا نملك سواه ورد جميله هو غايتنا والحفاظ عليه وعلى أمنه، وهو واجبنا، والسيناوى لا يتخلى عن واجب أو مسئولية تُلقى عليه، لذلك نصرح ويشهد الله علينا أن ما نسعى إليه هو الحفاظ على الأمن والاستقرار وتحسين صورتنا التى لطخ بها السفهاء والخونة والعملاء». وتابع البيان قائلاً: «وجب علينا التصدى لكل من تسول له نفسه أن يعبث بأرض هذا الوطن مهما كان حجمه ومهما كانت قوته بإذن الله وبقواتنا المستعدة والمتأهبة للانقضاض على الخائن والمرتزقة والقتلة المدعومين من الموساد، والذين قتلوا جنودنا على حدودنا، ولم يأتِ حقهم، وكل هذا فعلوه باسم الدين والإسلام، ويعلم الله أن الدين والوطن برىء منهم ومن أمثالهم». وأضاف: «لن نتخلى عن قواتنا المسلحة ولا الشرطة وسنعمل معهم يداً بيد ورقابنا وأرواحهم قبل رقابهم ومستعدون بالمعدات والسلاح الثقيل والخفيف جنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة». كما أكد مسلم عريف مؤسس منظمة «درع سيناء 26» أن المنظمة وضعت رجالها وأعضاءها تحت أمر قيادات القوات المسلحة لمشاركتهم الدفاع عن أرض سيناء. وفى تطوّر متصل، أغلقت السلطات المصرية، معبر رفح البرى من الجانبين لأجل غير مسمى، وأوضح مصدر سيادى مصرى أن قرار غلق معبر رفح اتُخذ عقب الهجوم المنظّم الذى وقع على مقرات للجيش والشرطة المصرية فجر أمس الجمعة. وقال المصدر إن الهجوم الذى وقع على معسكر الأحراش ومقر أحد الأجهزة السيادية فى رفح، أثار الشكوك حول إمكانية دخول تلك العناصر من غزة من الأنفاق، وهو ما دفع السلطات المصرية لاتخاذ القرار بغلق معبر رفح.