سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منصور يؤدي القسم القانوني مرتين أمام عمومية "الدستورية".. رئيسا للمحكمة ورئيسا للجمهورية الرئيس المؤقت يصل المحكمة قبل أعضائها.. وسامى كتب كلمته.. ويلتقى بقائد الحرس الجمهورى بعد حلفه اليمين لوضع ترتيبات تأمينه.. ويدير البلاد من قصر الرئاسة
تنشر "الوطن" كواليس أداء المستشار عدلى منصور اليمين القانونية كرئيس للجمهورية خلال الفترة الانتقالية المقبلة، بعد عزل الدكتور محمد مرسى من منصبه، ففى الثامنة من صباح اليوم، توجه المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت إلى المحكمة الدستورية العليا، ليكون أول من يصل إليها من قضاة المحكمة، لأداء اليمين القانونية كرئيس للمحكمة أمام الجمعية العمومية لها، وفى الوقت ذاته أداء يمين أخرى كرئيس للجمهورية خلال المرحلة الانتقالية. وفى الوقت الذى قامت فيه قوات الأمن من الشرطة والقوات المسلحة، بتأمين مقر المحكمة الدستورية ومحيطها بنشر مدرعات تابعة ل"الجيش" وسيارات أمن مركزى، وأفراد من الشرطة العسكرية والأمن المركزى، دون أن يكون هناك أى إعاقة منهم للإعلاميين والصحفيين، كان قضاة المحكمة يتوافدون على مقر المحكمة. وداخل قاعة المستشار عبدالرحمن نصير، وقف منصور أمام أعضاء الجمعية العمومية وهم المستشارون أنور العاصى وعبدالوهاب عبدالرازق والدكتور حنفى الجبالى ومحمد الشناوى وماهر سامى ومحمد خيرى وعادل شريف ورجب سليم وحمدان فهمى، ليؤدى اليمين القانونية كرئيس للمحكمة التى تولى رئاستها أول يوليو الحالى خلفاً للمستشار ماهر البحيرى، قائلاً: "أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور والقانون وأن أحكم بالعدل". وشهدت مراسم حلف اليمين، بقاعة المرحوم المستشار عوض المر رئيس المحكمة الأسبق، إلقاء المستشار ماهر سامى نائب رئيس المحكمة الدستورية والمتحدث الرسمى للمحكمة، كلمة أشار فيها إلى أن المحكمة الدستورية العليا فى هذه اللحظات التاريخية تشعر بالزهو والغبطة والإعزاز للثقة التى أولاها الشعب لها ولرئيسها وكأنه بهذا الاختيار يربت على كتفها ويضمد جراحها ويخفف من المرارة التى لم تبرح حلوق قضاتها، وهكذا فإن السهم المسموم الذى انطلق نحوها رُدّ وانكسر وأن والموج الذى ارتطم بصخرها عُج وانحسر. ثم أعقب ذلك أداء منصور للقسم الثانى له وسط حضور كثيف لوسائل الإعلام وحضور المحامى عصام الإسلامبولى الذى كان أبرز الحاضرين، بينما تغيب الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة. وأمام أعضاء الجمعية العمومية أقسم على احترام النظام الجمهورى والدستور والقانون وأن يرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن يحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، ثم أعقبها بكلمة له كتبها المستشار ماهر سامى المتحدث باسم المحكمة، طالب خلالها الثوار بعدم ترك الميدان قائلاً: "أرجو ألا يرحل الثوار عن الميدان لينقلوا الراية جيلاً بعد جيل، ولا أقصد بالميدان حدود المكان أو الوجود الجسدى منه، وإنما أن تتجدد روح الميدان فى نفوس المصريين جميعاً متوثبةً يقظةً تحمى الثورة وتحرَسها فى مُستقبلِ الأيام والسنين". وعقب انتهاء مراسم حلف اليمين، التقط أعضاء المحكمة صوراً تذكارية مع رئيس الجمهورية الجديد، والذى قال فى تصريحات للصحفيين، إن المهمة ثقيلة جداً لكنه يأمل ويدعو الله أن يقف مع هذا الشعب العظيم، وأنه لم يجئ إلى الرئاسة بانتخابات رئاسية وإنما بتكليف من ثوار الميدان. ودعا رئيس الجمهورية جموع الشعب المصرى إلى أن يكونوا جسداً واحداً قائلاً: "كفانا انقسامات، فالمطوب الآن هو حشد قوانا لبناء هذا الوطن". وأكد أن الإخوان المسلمين جزء من نسيج هذا الشعب وهم مدعوون للاندماج فيه دون إقصاء لأحد، فإذا ما لبّوا النداء فأهلاً بهم وسهلاً، مشيراً إلى أنه ليس رئيساً لفترة رئاسية تمتد سنوات، وإنما هو رئيس مكلف من الشعب بأداء مهمة محددة هى الانتهاء من الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. وقالت مصادر قضائية بالمحكمة ل«الوطن» إنه بعد انتهاء مراسم حلف اليمين، التقى منصور بقائد الحرس الجمهورى، للبدء فى وضع ترتيبات مهام تأمينه طوال مدة عمله، مشيرة إلى أن الرئيس الجديد سيباشر مهامه من قصر الرئاسة وليس المحكمة الدستورية العليا، بينما سيدير شئون المحكمة النائب الأول له المستشار أنور العاصى. وأضافت المصادر أن الحديث عن عودة المستشارين الذين خرجوا من المحكمة بموجب دستور "الإخوان"، وهم تهانى الجبالى وحسن البدراوى وبولس فهمى، من السابق لأوانه، ويتوقف على الإعلان الدستورى الذى سيصدره الرئيس الجديد، خاصة أن بيان القوات المسلحة لم يشر إلى العمل بدستور 1971. وشهد محيط المحكمة تظاهر عدد من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، لكن قوات الأمن أجبرتهم على التراجع والانسحاب والتحرك فى مجموعة واحدة إلى ناحية حى دار السلام، مشيرين إلى أنهم سيتوجهون إلى محيط مسجد رابعة العدوية لينضموا إلى المعتصمين هناك ضد ما سموه "الانقلاب على الشرعية". وقامت قوات من الأمن بمحاصرتهم أثناء سيرهم، حتى تفرقوا، ومنهم من استقل سيارات تابعة لهم ومنهم من اتخذ طريقه إلى محطة مترو دار السلام، فيما دخل عدد من "الأخوات" فى نوبة بكاء. وانسحب أنصار مرسى وهم يحملون صوره، ويرددون هتافات منددة بعزله منها: "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"مرسى رئيس معاه شرعية"، و"عدلى باطل".