بعد تصريحات ترامب.. العلاقات القطرية الأمريكية بين المصلحة والمراوغة

في الوقت الذي كانت تستند فيه قطر إلى الدعم الأمريكي وعدم تخليه عنها، خرج أمس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليؤكد أن دولة قطر لديها تاريخ وباع طويل في تمويل الإرهاب وعلى مستويات عالية، داعيا إياها لوقف لوقف دعم الإرهابيين، الأمر الذي يراه بعض الخبراء تطورا كبيرا في شكل العلاقات الامريكية القطرية.
مراوغة وتباين في القرار الأمريكي، هكذا وصف الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، خطاب ترامب أمس، مشيرا إلى أن الخطاب يؤكد أن المصلحة تطغوا على القرار الأمريكي وأن الإدارة الأمركية تريد الإمساك بالعصا من المنتصف.
وأكد فهمي، ل"الوطن" أن التناقض بين تغريدات ترامب وخطابة وبين تصريحات مؤسسات الدولة الأمريكية وعلى رأسها تصريحات وزير الخاريجية الأمريكية ريكس تيلرسون، تؤكد أن الإدارة الأمريكية ستمضي في تعاملاتها مع قطر ولن تسعي لقطع العلاقات، وإنما تحاول إرضاء الأطراف كافة.
وتابع أستاذ العلاقات السياسية بالجامعة الأمريكية، قائلا: "التباين بين الرئيس والإدارة وأعضاءها لن يصب في مصلحة طرف على حساب الآخر، فترامب له مصالح كبيرة مع السعودية وكذلك قطر، وعليه فإن المصلحة تحكم في الموقف الأمريكي".
الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال ل"الوطن" أن العلاقات بين قطر وأمريكا باتت إلى زوال، وأن قطر قد تصبح خلال الأيام القليلة المقبلة في عزلة دولية تامة بعد خطاب الرئيس الأمريكي، وانه على الجانب القطري استشعار الخطر وتغيير سياسته والتخلي عن دعم الجماعات الإرهابية في العالم أجمع.
وأكد اللاوندي، أن تصريحات دونالد ترامب تؤكد أن أمريكا تعلن تخليها عن حماية قطر، وأنه خلال الأشهر المقبلة ستعلن أمريكا تخليها التام عن قطر من خلال نقل القاعدة الأمريكية إلى دولة عربية أخرى وقد تكون الأردن هي الأقرب لذلك.