يرتفع الآذان فإذا بالسيدة المسنة التى يبدو الإرهاق وأثر السنوات على وجهها تبدأ الدعاء: «يا رب انتقم لنا إحنا غلابة»، تخرج الكلمات من قلبها فى قلب التظاهرات فتؤمِّن المحيطات بها: «كمان يا حاجة، ادعى كمان ربنا يستجيب منك»، «أم أحمد»، السيدة الغاضبة من الفقر والفرص الضائعة، ترى فى محمد مرسى سبباً إضافياً فى نكباتها، لذا خرجت مع الخارجين لتهتف: «ارحل.. ارحل بقى خليت عيالى يعنسوا». «ساكتة بقالى كتير، لكن كده كفاية، كل يوم من سيئ لأسوأ، حكايته مش كويسة، وعمايله مش حلوة، قطع علينا ميه ونور، وورّانا السواد اللى فى الدنيا، ماشفناش كده أبدا، حتى البنات عنست»، ترى «أم أحمد» أن الأزمة الأكبر فى عهد «مرسى» هى نسب العنوسة التى أصابت فتيات مصر وأبنائها: «الغلا بقى فوق الاحتمال، العيال مش عارفة تتجوز، وده من أول ما مسك وهو عمّال يعين قرايبه وحبايبه ومحاسيبه، لو سألناه وظف مين من الشباب ولّا عمل إيه مش هيعرف يرد، أنهى شاب ده اللى هيعرف يجيب شقة ويجهز ويتجوز؟». السيدة الستينية لديها من الأبناء 3 ذكور وفتاة: «ولد واحد بس اللى متجوز والباقى مش متجوزين، منهم سكرتير نيابة شابك من كذا سنة ومش عارف يجيب شقة، بيقولى مش عاوز أسرق يا أمى»، فى المظاهرات تنزل «أم أحمد» مع زوجها المريض: «مش قادر يمشى وبينزل فى المظاهرات يقول ارحل، باحاول أقوله بلاش يا أبوأحمد تنزل انت تعبان، لكن مابيسمعش كلامى». يتركها الرجل ويلحق بمجموعة تهتف ضد «مرسى»، فتهتف بدورها وتترك محدثها قائلة: «هاروح أجيبه واحاول أقنعه يروح، وأهتف بداله: يسقط يسقط محمد مرسى». عباءة سوداء ترتديها ونظارة قاتمة على عينيها المتقرحتين من كثرة الدموع، بميدان الساعة فى مدينة نصر كان موعدها مع المتظاهرين ومؤيدى رحيل الرئيس مرسى، خرجت من بيتها لأن فؤادها ما زال يشتاق لولدها محمد مصطفى، شهيد أحداث مجلس الوزراء، تحدثت فألهبت مشاعر الجميع: «نازلة علشان مش عاوزين نتخمّ مرتين»، تقولها السيدة بألم بعد فقدانها طالب كلية الهندسة، تؤكد أن شهيدها لم يرتح فى قبره بسبب عدم استكمال الثورة التى قررت هى استكمالها له. من مدينة نصر خرجت السيدة الأربعينية وكلها أمل فى استرجاع أيام الثورة الأولى: «هنشيل مرسى.. وهننهى حكم الإخوان.. وإذا كان هو جِه عن طريق الصناديق.. فاحنا هنشيله عن طريق الاعتصامات».. تقبض أم الشهيد بيُمناها على كارت أحمر ترفعه فى وجه الرئيس، بينما يحيطها مجموعة من الشباب الذين رفعوا صورة ولدها محمد مصطفى: «هنروح على الاتحادية، وهعتصم لحد لما يرجع حق ابنى وحق كل الشهداء».. تُشير إلى حكم الإخوان الذى «لا يسر عدو ولا حبيب».. موضحة أنه كلما استمر الإخوان فى الحكم كلما زادت الكوارث فى البلد وضاعت حقوق المواطن البسيط. أخبار متعلقة: "ست الكل" تستعيد "أم الدنيا" الثورة.. تبدأ بعد الستين منعته الشركة من الغياب.. فقرر التظاهر أمام مقرها «المصرى معروف بجبروته» المساجد.. من هنا تنطلق "مسيرات الحرية" «محمود» مندوب سوهاج فى محيط «الاتحادية»: هيرحل يعنى هيرحل «أشرف» ل«المدنى المنتخب»: من حقنا نتعالج عند دكتور حقيقى