سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تضارب في بيانات "السلفية الجهادية": "لا يهمنا من يحكمنا".. و"نحن أولى الناس بإدارة المشهد الحالي" البيان الأول يدعو الحاكم والنخبة والعلماء إلى الاحتكام إلى "شرع الله" لإنقاذ البلاد.. والثاني يدعو إلى "النفير العام" من أجل إعلان "ثورة إسلامية"
أصدرت "السلفية الجهادية" اليوم بيانين منفصلين تعليقا على الوضع الحالي في البلاد، بخاصة بعد بيان القوات المسلحة المصرية أمس، ظهر بينهما التضارب واضحا، سواء في مضمون البيان أو في صياغته أو في الهدف من ورائه. وكان البيان الأول جاء يحمل عنوان "تحكيم شرع الله كاملا"، أوضحت فيه الجماعة أنه "لا يهمنا من يحكمنا، فنحن لا ندافع ولا نتعصب لأشخاص ولكننا نُصر ونتمسك بتطبيق الشريعة كاملة كما أمر الله، ولا نقبل بخلاف ذلك ونضحي في سبيل ذلك بكل غال ونفيس، لكن هذه التضحيات لابد أن تكون صحيحة حسب شرع الله، حتى يحيى من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وهذا هو دور العلماء وأهل الحل والعقد، والذين هم رواد الأمة، ويقع عليهم دور قيادتها والأخذ بزمامها إلى بر النجاة". وأضاف البيان الذي أوضح رغبة الجماعة في أن يأخذ الحاكم والنخبة بزمام المبادرة لإنقاذ الوطن، أن "العلماء وأهل الحل والعقد هم الذين عناهم الله بقوله (يَٰٓأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ 0للَّهَ وَأَطِيعُوا۟ 0لرَّسُولَ وَأُو۟لِى 0لْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍۢ فَرُدُّوهُ إِلَى 0للَّهِ وَ0لرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِ0للَّهِ وَ0لْيَوْمِ 0لآَخِرِ ۚ ذَلِكَ خَيْرٌۭ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، فيرد إليهم الأمر عند الاختلاف والتنازع ليبينوا حكم الشرع وما فيه صالح البلاد والعباد؛ والخير كل الخير في تطبيق شريعة الله كاملة بدون تلجلج أو تمهل". كما طالب هذا البيان في ختامه ب"تطبيق نموذج الدستور الإسلامي الذي وضعه الدكتور مصطفى كمال وصفي نائب رئيس مجلس الدولة المصري؛ وهو مكون من 74 مادة، وإقرار التقنين للشريعة الإسلامية، والذي تمت صياغته عام 1970". وجاء البيان الثاني للسلفية الجهادية بعيدا كل البعد عن هذه النبرة الهادئة، حيث بدأ بداية "جهادية" بإعلان "النفير العام" من أجل إعلان ما أسماه "ثورة إسلامية". ودعت عناصرها للزحف خلف "طيبة مول"، بالقرب من رابعة العدوية، رافضة الانضمام إلى اعتصام الإخوان والسلفيين هناك، وبررت ذلك بوجود "مخطط من الشرطة لتصفية قياداتها"، وذلك بعد إعلانها الابتعاد عن الصراع الجاري بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي. ودعت، في البيان الثاني، إلى "قيام ثورة حقيقية قبل أن يُصفى التيار الإسلامي كله، وأصبحت المعركة واضحة، الأمر لا يحتاج فتوى من شيخ، ولابد من اتخاذ عدة خطوات أولها أن كل مَن يعرف داعية أو شيخ أو أي ثوري يجيد الحشد يتصل به ويطلب منه حشد الناس". وناشدت السلفية الجهادية الجميع بالنزول في جميع الميادين وعدم التركيز على مكان واحد، ودعت أنصارها لتشكيل لجان شعبية للرد على البلطجية بقوة، وطالبت المعتصمين في ميدان رابعة بتغيير صيغة الهتافات لتصبح "لتطبيق الشريعة فقط". ودعا داوود خيرت المتحدث باسم السلفية الجهادية، جميع أنصارها للنزول إلى الشارع، محذرا "من يتقاعس لا يلومن إلا نفسه"، وقال في البيان: "نرجو من الإخوة أصحاب المنهج أن يظهروا براياتهم وينتظروا إشعارا آخر لإبلاغهم بمكان التجمع، وعلى الشيوخ والدعاة أخذ الحذر والحيطة فإن الشرطة العميلة تريد تصفيتهم". وقال هاني السباعي، القيادي الجهادي: "إذا لم ينزل الإسلاميون الآن في جميع ميادين مصر ويتم تحجيم الجيش وتحالف الخونة، فباطن الأرض خير لهم، وإلا فأنتم بين قتيل وأسير"، وشدد في بيان أمس، على أن الجهاديين لا ينزلون دعما للشرعية الديمقراطية، وإنما للدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وأيضا حتى يكون لهم تواجد في الشارع، مضيفا: "نحن أولى الناس بإدارة هذا المشهد".