اقتحم عشرات المتظاهرين والبلاك بلوك المركز العام للإخوان بالمقطم أمس، وأحرقوه من الداخل، وذلك بعد 12 ساعة من المواجهات مع أعضاء التنظيم، فى مشهد يشبه حرق مقر الحزب الوطنى المنحل، فى ثورة 25 يناير. بدأت المواجهات، فى ال7 من مساء أمس الأول، حينما تجمع عشرات المتظاهرين، أمام المقر العام للإخوان، للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتقدمت مجموعات البلاك بلوك إلى المقر، فيما وقف المتظاهرون بعيداً بعشرات الأمتار بجوار ميدان النافورة. وتركز وجود أعضاء الإخوان البالغ عددهم نحو 300 شاب من إخوان القاهرة الكبرى، داخل المقر، بقيادة محمد البشلاوى، المدير الإدارى لمقر الإرشاد، والذى وزعهم على جميع أدوار المقر ال6، وتولى 4 من شباب التنظيم «جرى تدريبهم على إطلاق السلاح داخل قطاع غزة»، إطلاق النار بأسلحة مخزنة داخل المقر قبل الأحداث بيومين. وأطلقت مجموعات «البلاك بلوك»، المولوتوف على المقر العام للإخوان، وهو ما قابله أعضاء التنظيم بإطلاق رصاص حى وخرطوش وسكب مياه نار على المتظاهرين ومرتدى الأقنعة السوداء. وفى العاشرة والنصف مساء، فجر المتظاهرون 3 أنابيب بوتاجاز أمام الباب الرئيسى للمقر العام للجماعة، لكن لم تحقق أى نتيجة تذكر، فعاودوا إطلاق الرصاص على شباب الإخوان الذين قابلوهم بإطلاق رصاص حى. وفى ال11 مساءً سقط أول قتيل بين المتظاهرين ويدعى «عبدالرحمن كارم»، من سكان المقطم ويبلغ من العمر 26 عاماً إثر طلق نارى برصاص حى فى الصدر من جانب شباب الإخوان، تبعته إصابة شريف أبوالدهب ملازم أول بقسم شرطة البساتين كان موجوداً أمام المقر مع القوة الأمنية التى لم تتعد الخمسة أشخاص، وتبعتها إصابة صحفية فى قناة «النيل للأخبار». وفى ال12 صباحاً، لقى عبدالله السنارى 29 سنة من سكان المقطم مصرعه برصاص شباب الإخوان، أصيب به أسفل الفك والظهر، وتبعه إصابة 45 من البلاك بلوك والمتظاهرين. وفى تمام ال3 صباحاً وصل إلى مقر مكتب الإرشاد 4 أشخاص ملثمين يرتدون سترات واقية ضد الرصاص، يحملون مجموعة من الأسلحة المتطورة، «سلاح آلى، وروسى»، وبدلوا ملابسهم بالقرب من مقر حزب الوسط وارتدوا ملابس البلاك بلوك «الملابس السوداء»، وتمركزوا خلف مقر مكتب الإرشاد، ثم أطلقوا النيران على المقر من الخلف حتى ال5 صباحاً. ووصل بعدها عدد من الأفراد فى سيارتين «شيروكى» إلى مقر الإرشاد قادمتين من جهة مساكن الزلزال، وتركوا السيارتين بالقرب من مقر حزب الوسط، وارتدوا سترة للوجه وملابس سوداء ويحملون أسلحة آلية، وخزائن متعددة للطلقات، وتمركزوا بجوار مستشفى الدكتور يحيى الرخاوى، وتبادلوا إطلاق النار بكثافة مع شباب الإخوان الذين تمترسوا داخل المقر، وأغلقوا النوافذ، ولم يظهر منهم أحد. وفى السابعة مساء ظهر حذيفة عبدالمنعم أبوالفتوح، ومحمد عباس عضو حزب التيار المصرى أمام المقر. واتصل «حذيفة وعباس»، بمحمد مهدى عاكف، المرشد العام السابق للإخوان، واستجاب عاكف للاتصال خاطب قناة «مصر 25» لنشر مناشدة للإخوان للنزول إلى المقطم لإنقاذ إخوانهم، وبالفعل وصلت بعض السيارات إلى المقر وخرج شباب الإخوان فى مجموعات الواحد تلو الآخر، وغادروا سريعاً.