أكدت حركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا الإسلامية "السيطرة الكاملة" على مدينة غاو (شمال شرق مالي) بعد معارك عنيفة مع تمرد الطوارق الذي تقوم به الحركة الوطنية لتحرير أزواد. وصرح المتحدث باسم الحركة عدنان أبو وليد الصحراوي في بيان مقتضب "سيطرنا على مقر الحاكم (الذي كان تحت سيطرة متمردي الطوارق) ومقر سكن بلال اغ شريف أمين عام الحركة الوطنية لتحرير ازواد الذي فر مع جنوده". وأفادت مصادر في المنطقة بأن زعيم الطوارق بلال اغ شريف أصيب أمس خلال المعارك ونقل إلى واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، من دون تحديد مدى خطورة إصابته. ولا يزال مصير قائد آخر في حركة أزواد هو محمد دجيري مايقا، غير معروف. من جهة ثانية، قتل الضابط في الجيش المالي العقيد بونا اغ طيب الذي انضم إلى صفوف جبهة تحرير أزواد خلال مواجهات، كما قال أحد المقربين منه. وأكد السيطرة على المقر عدد من الشهود، كما أكد هؤلاء سيطرة الإسلاميين على معسكر لحركة تحرير أزواد قريب من المطار. وقتل 20 شخصا على الأقل وخصوصا من المقاتلين وجرح 14 أثناء المعارك، بحسب شهود عيان ومصدر طبي. وبدأت المواجهات صباح أمس بين متمردي الطوارق والإسلاميين في غاو شمال مالي الذي تسيطر عليه منذ 3 أشهر مجموعات مسلحة متناحرة، ووقع ضحية المواجهات سكان المنطقة الذين ضاقوا ذرعا بالقوانين المفروضة عليهم. واندلعت معارك بالأسلحة الثقيلة بين عناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد وإسلاميي حركة التوحيد والجهاد صباح أمس في 2 من أحياء غاو على الأقل. وصرح صاحب محطة بنزين مجاورة لمقر حاكم المنطقة في معلومات أكدها شهود آخرون "جرى ذلك قرب مقر حاكم المدينة التي تسيطر عليها الحركة الوطنية لتحرير أزواد. مقاتلو الطرفين يتبادلون القصف بالأسلحة الثقيلة". وقال مسؤول في محطة البنزين الملاصقة لمبنى الحاكمية إن إسلاميي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا "دخلوا إلى داخل الحاكمية". وأضاف أن "مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد (متمردون طوارق) فروا وقتل آخرون واعتقل البعض". وقالت نينا عمرو شقيقة عضو في المجلس البلدي الذي قتله مسلحون مساء الاثنين "إننا نسمع عيارات نارية. مقاتلو الحركة الوطنية لتحرير أزواد يطلقون النار علينا، نحن خائفون". وأكدت أن مجموعة من مقاتلي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا توجهوا إلى معسكر الحركة الوطنية لتحرير أزواد في حي "شاتو دو". وأفاد شهود أن تبادل إطلاق الرصاص كان متواصلا حتى الظهر، وأن الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة التوحيد والجهاد تلقيتا تعزيزات. وتجري هذه المواجهات بين المقاتلين الطوارق والإسلاميين غداة تظاهرات عنيفة في غاو قام بها سكان غاضبون من اغتيال عضو المجلس البلدي إدريس عمرو المدرس والعضو في حزب الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري. وأطلق مسلحون النار على مئات المتظاهرين فقتلوا شخصا على الأقل وأصابوا 10 آخرين. واتهم شهود الحركة الوطنية لتحرير أزواد بإطلاق النار على الحشود، لكن الحركة نفت ذلك قطعا وتحدثت عن "تضليل" من طرف حركة التوحيد والجهاد. وأعلنت هذه الحركة التي تعتبر منشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، اعتقال شخصين متهمين بقتل عمرو دون أن توضح إذا كانا ينتميان إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد أم لا. واحتلت حركات التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وأنصار الدين بدعم القاعدة والحركة الوطنية لتحرير أزواد وعدة مجموعات إجرامية مدنًا ومناطق شمال مالي -تمبكتو وكيدال وغاو- منذ نهاية مارس ومطلع إبريل. وساهم في سقوط أكثر من نصف أراضي مالي بين أيدي الحركات المسلحة انقلاب أطاح بالرئيس امادو توماني توري في 22 مارس.