واصلت السفارات الأجنبية فى مصر إجلاء رعاياها فى القاهرة، تحسباً لأى تطورات قد تشهدها مصر خلال الأيام المقبلة، وطالبت السفارات مواطنيها الموجودين فى البلاد، بتوخى الحذر واتخاذ الإجراءات الاحترازية، بعدم الوجود فى أماكن التجمعات والمظاهرات، تحسباً لوقوع أعمال عنف. وقالت مصادر دبلوماسية ل«الوطن» إن الخارجية الأمريكية طلبت سرعة إجلاء رعاياها فى القاهرة الراغبين فى العودة إلى واشنطن، ومغادرة العاملين غير الأساسيين فى السفارة الأمريكية فى القاهرة، وإنها أجلت 88 من رعاياها على مدار يومين، وأضافت أن السفارة تتابع باهتمام شديد الحراك السياسى، وتطورات الأوضاع، خاصة تظاهرات 30 يونيو، وأشارت إلى أن عودة العاملين فى السفارة الأمريكية لدى القاهرة مرتبطة بتصاعد الأحداث خلال تظاهرات 30 يونيو. فى سياق متواصل، أغلقت كل السفارات الأجنبية فى مصر أبوابها أمس، تحسباً لأى تداعيات بعد التظاهرات، وسترصد الأحوال الأمنية للإعلان عن فتح أبوابها مجدداً. وقال مسئول بالسفارة الألمانية، إن السفارة مارست عملها بشكل كامل، وتتابع التطورات الجارية فى ضوء المظاهرات التى تشهدها مصر، وقالت السفارة البولندية إنها طالبت السائحين البولنديين بتوخى الحذر، وعدم الاقتراب من أماكن التظاهر، وعدم الوجود فى المدن الكبرى مثل القاهرة، ونفت صدور تحذير للسفر بعدم الذهاب إلى المنتجعات السياحية. وقال مصدر مسئول بالسفارة الهندية، إن السفارة تعمل بكل موظفيها المصريين، ولم تصدر أى نشرات للسفر أو تحذير لمواطنيها فى مصر وتتابع التطورات الجارية. من جهتها، حذرت فرنسا رعاياها فى مصر من الاقتراب من أماكن التظاهرات، والتجمعات فى مختلف المحافظات، وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية، على موقعها الإلكترونى، رعاياها بالابتعاد عن المظاهرات وتجنب الوجود فى وسط القاهرة، وميدان التحرير، والمناطق المحيطة بالمبانى الحكومية، وأغلقت السفارة الفرنسية بالقاهرة أبوابها رسمياً، بما فى ذلك القنصليتان الفرنسيتان، والمعاهد الفرنسية بالقاهرة، والإسكندرية، نظراً لتداعيات المظاهرات. من جهته، قال سفير جورجيا لدى مصر آرتشيل دزولياشفيلى، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن السفارة تتابع تطورات الأوضاع الجارية فى مصر، معرباً عن أمله أن تتسم المظاهرات بالسلمية، وقال مصدر مسئول بالسفارة السويدية، إن الخارجية أصدرت نشرة للسفر تطالب مواطنيها بالابتعاد عن أماكن المظاهرات، نافياً صدور تحذير ضد السفر إلى مصر. وفى السياق نفسه، أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية من مطار القاهرة الدولى، فجر أمس، فى رحلة إضافية متوجهة إلى الدوحة، على متنها 150 مواطناً قطرياً قرروا مغادرة مصر قبل بدء المظاهرات، وأعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها قررت تخصيص طائرة إضافية لنقل مواطنيها الراغبين فى العودة قبل التظاهرات. كما أجلت سفارة الإمارات لدى القاهرة رعاياها من مصر الراغبين فى ذلك مع بدء مظاهرات 30 يونيو، خوفاً من تعرضهم لأى سوء. ودعت السفارة السعودية فى القاهرة رعاياها الراغبين فى العودة للمملكة أن يغادروا مصر فى أسرع وقت قبل تصاعد التظاهرات. وأرسلت السفارات الأجنبية فى مصر مندوبين إلى مطار القاهرة لإنهاء إجراءات سفر رعايا كل دولة، وإنهاء أى مشكلات تتعلق بهم خلال سفرهم. وأعلنت وزارة الداخلية فى حكومة «حماس» فى غزة، تكثيف نشر عناصرها الأمنية على الحدود الفلسطينية المصرية، وقال العقيد طارق أبوهاشم، قائد المنطقة الجنوبية فى غزة، إن الخطوة جاءت لضمان عدم الزج باسم «حماس» فى الشأن المصرى الداخلى، إضافة إلى ضمان عدم استغلال الأوضاع الأمنية على الحدود. وقال موقع «ديبكا» الاستخباراتى الإسرائيلى، إن مقتل مفتش وزارة الداخلية فى شمال سيناء، يدل على المخاوف التى تسببت فى تحذيرات إسرائيل من استغلال الأوضاع الأمنية خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن الأوضاع ستصبح أكثر سوءاً بعد مشاركة البدو وانشغالهم فى التظاهرات.