يسير العنف فى شكل الدوامة التى تبدأ من دائرة صغيرة تأخذ فى الاتساع شيئاً فشيئاً، لتتشكل فى دوائر أكبر، ثم تأخذ فى الاضمحلال والتلاشى بعد ذلك. ويتحدد حجم الدوامة وقدرتها على الاستمرار والمواصلة فى ضوء وزن الحجر الذى أُلقى فى الماء الراكد. فإذا كان حجم الحجر صغيراً كانت الدوامة صغيرة ومحدودة، وتكبر وتشتد كلما كبر الحجر وثقل وزنه. والأمر المؤكد أن التيارات «المتأسلمة» التى تقودها جماعة الإخوان ومندوبها فى الاتحادية بدأت فى ممارسة العنف، أقول ذلك بثقة لسببين: أولهما أن هذه التيارات سبق وهددت فى العديد من المواقف والمناسبات بإراقة دماء الكفرة والمشركين ممن يعارضون استمرار «مرسى» فى الحكم، وثانيهما أنك لكى تتعرف على مصدر العنف فى أى حدث، فعليك أن تبحث عن المستفيد منه، والمستفيد الأول من العنف فى الموجة الثالثة التى نعيشها الآن من ثورة 25 يناير هو «مرسى» وجماعته ودقونه، بعد أن استرخوا جميعاً إلى بلهنية القصور والفيلات والسيارات الفارهة والحرس الخصوصى والأموال المتدفقة وأبهة العيش. فى تقديرى أن دائرة العنف التى يقودها «المتأسلمون» سوف تزيد نوعاً ما خلال الأيام المقبلة، ولكن فى حدود ضيقة، ولن تستمر بحال لمدة طويلة، بل لفترة مؤقتة. فهؤلاء العتاريس المهاويس «جابوا آخرهم بدرى»، فقبل «يوم الحساب» بساعات هرولوا إلى استخدام الخرطوش والرصاص الحى، بل والعبوات الناسفة أيضاً، وفى حدود علمى أنه لا يوجد فى مخازن أسلحتهم مدرعات أو دبابات أو طائرات!. هؤلاء السذج ظنوا -والظن أكذب الحديث- أن الشعب يمكن أن يخاف من «بمب العيد» الذى يلعبون به، الشعب يعلم أنكم أضعف من ذبابة، وأن أى دقن فيكم أعجز عن حماية نفسها، فما بالنا بحماية «الدقن الكبيرة» التى هربت من الاتحادية واختبأت داخل دار الحرس الجمهورى. لو كان لديكم بقية من عقل انسحبوا من المشهد فى هدوء. واعلموا أنكم تقفون الآن فى مواجهة الشعب المصرى، وهذا الشعب قادر على مضغكم بأسنانه. إن أعتى جيوش العالم لم تقو على مواجهة شعب، ولو كان ذلك ممكناً لأفلح «راعيكم الأمريكى» فى أفغانستان، أو العراق. ولكم أن تتصورا الحال بالنسبة لكم يا تجار الدين وأعداء الإسلام. إن أمركم أهون على هذا الشعب الذى قهر على مدار التاريخ أعتى الأعداء، وهو لن يتوانى عن تأديب حفنة ممن يزعمون أنهم أبناء لهذا البلد، بعد أن تجاوزوا كل حدود الأدب. لن أردد، كما يردد غيرى، أن الجيش المصرى سوف يكون عصا التأديب، وهو قادر ولا شك على ذلك إذا أراد، فالشعب نفسه هو الذى سوف يدخلكم بيت الأدب، ويريكم الغضب، حتى تتوبوا إلى الأبد، وثقوا أنكم «مش حتاخدوا فى إيد الناس غلوة».. ومؤكد أنكم جربتم ذلك فى مواضع وأماكن عدة.. «يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم».